أبنية آيلة للسقوط

حلب – حسن العجيلي
ماذا لو دعونا المعنيين في محافظة حلب ومجلس مدينتها للسكن في الأحياء التي تشهد بعض أبنيتها انهيارات، أو بجانب أحدها ؟ فهل سيوافقون ويعيشون معاناة المواطنين من خوف ورعب يرافق أيامهم ولياليهم ؟ .
سؤال مشروع من حقنا أن نسأله في شهر شهد انهيار مبنيين حيث تسبب انهيار المبنى الأول في حي الصالحين بوفاة خمسة أشخاص من أسرة واحدة ، في حين أنقذت العناية الإلهية سكان المبنى الذي انهار منذ أيام في حي الفردوس ، ولا ندري بعد كم الأبنية الآيلة للسقوط والتي لم يتم التعامل معها وهدمها ، أو الأبنية التي يجب ترميمها وتدعيمها .
ومن حقنا أن نسأل عن سبب تهاون الجهات المعنية في محافظة حلب ومجلس المدينة بهذا الموضوع الخطير الذي يشكل خطراً على حياة المواطنين وسلامتهم بالرغم من مرور أكثر من عامين على تطهير مدينة حلب من رجس المجموعات الإرهابية المسلحة وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على حياة المواطنين وسلامتهم ، ولا ندري كذلك أين ذهبت تقارير لجان السلامة العامة التي شُكلت منذ تطهير مدينة حلب والتي من المفترض أنها قامت بجرد الأبنية وحالتها الإنشائية ، وكذلك الإيعاز الأخير لرئيس مجلس مدينة حلب بتاريخ الخامس عشر من شهر كانون الأول من العام الماضي حين أوعز للمديريات الخدمية بجرد كافة الأبنية والتأكد من حالتها الإنشائية ، وهنا يحق لنا أن نسأل كذلك هل كانت الأبنية المنهارة من ضمن الأبنية التي تم جردها أم لا ؟ بالرغم من أن هذه الأحياء والمناطق شهدت جولات عديدة للمعنيين في الحكومة والمحافظة وأشاروا أكثر من مرة إلى خطورة هذه الأبنية وضرورة اتخاذ إجراءات السلامة العامة وفق حالة كل منها .
هذه أسئلة نأمل أن تلقى أجوبة ومشاهد واقعية ليس بخصوص الأبنية التي انهارت ، بل لنتجنب انهيار المزيد من المباني فوق رؤوس ساكنيها ونفقدهم ، فهل تستجيب الجهات المعنية لنداء الضمير الإنساني والوطني ؟ نأمل ذلك .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار