حلب ـ عبد الكريم عبيد
في كل مرة تحاول فيها إسرائيل جس نبض الدفاعات الجوية السورية وجاهزيتها لتمرير أهداف ورسائل هي تقصدها تفشل في ذلك ويؤكد رجال دفاعنا الجوي أنهم على قدر المسؤولية القيمية والأخلاقية والوطنية التي تربوا عليها والتي تفيد بأن الدفاع عن الأرض والعرض من المقدسات والسمات البارزة في عقائدية الجيش العربي السوري .
في أقل من أربع وعشرين ساعة الكيان الصهيوني يشن عدوانين على مواقع سورية متزامنين مع انعقاد القمة العربية في بيروت .واللافت أنه في المؤتمر الصحفي لهذه القمة لم يتطرق أحد إلى هذا العدوان لا تصريحاً ولا عبر عنه بيان . وكأن الاعتداء في واد والقمة في آخر رغم أن العدو اخترق الأجواء اللبنانية واعتدى على دولة عربية فاعلة وأساسية لا بل وهي محور المقاومة في الدفاع عن الوطن العربي والمنطقة تجاه الأطماع الصهيونية.
سؤال يطرحه كل ذي بصيرة عن هذا التعامي من قبل دول لا تحمل من العربية والعروبة إلا أسمها، وإذا عدنا بالذاكرة إلى بداية الحرب على سورية في بداية عام 2011 نلاحظ أن المجموعات الإرهابية المسلحة أول ما استهدفت من القطعات العسكرية مراكز الدفاع الجوي التي تؤرق إسرائيل على الدوام لأنها مصوبة باتجاه أهداف استراتيجية إسرائيلية بعينها .
وبالتالي عندما فشلت هذه المجاميع الإرهابية في شل حركة دفاعاتنا الجوية بكل فئاتها وأصنافها بدأ يتدخل العدو الأساسي لاستهداف هذه المواقع التي أثبتت جاهزيتها في التصدي لأي عدوان إسرائيلي. والكل يعلم أن السلاح المستخدم ليس هو السلاح الاستراتيجي الذي يشكل المرتكز والأساس لقواتنا المسلحة والتي تنتظر ساعة الصفر لاستخدامه، هذا العدوان المتكرر الذي يفشل في تحقيق أهدافه في كل مرة يكشف حالة القلق المتنامي والإرباك التي يعاني منها أركان قادة العدو سواء على المستوى السياسي أو العسكري لفشل عدوانهم أولا وثانياً جاهزية دفاعاتنا الجوية واسقاط اسطورة العدو والأهم تنامي القدرات القتالية الدفاعية والهجومية لجيشنا البطل ومحور المقاومة الذي بدت عليه حالة من التعافي رغم سياسة الحصار والضغط والعقوبات التي تنتهج من قبل بعض العرب والمحور الغربي المتأمرك والذي يعمل بقرار إسرائيلي واضح .
إلا أن السؤال الذي يطرح من قبل المتابعين والمحللين العسكريين هل بمقدور الكيان الصهيوني وفي هذه الظروف أن تخوض حرباً ضد سورية ومحور المقاومة؟ .
حقيقة هي ليست في موقع يسمح لها بشن حروب وعدوان لأنها غير مهيئة لا سياسياً ولا عسكرياً لأن الحرب المفتوحة على كافة الجبهات داخلياً وخارجياً فاتورتها باهظة بالنسبة لإسرائيل لذلك تلجأ إلى عدوان سريع وقصير تحاول من خلاله تمرير رسائل لتتجاوز حالة الإرباك التي تعاني منها إلا أنها في كل مرة تفشل في ذلك.
بالمقابل محور المقاومة هو من يملك الأوراق الآن وهو الذي يوظفها بالوقت المناسب وهو من يحدد وقت وتاريخ المعركة نازعاً من يد العدو أكذوبة أنه صاحب اليد الطولى في المنطقة.
إنه عصر محور المقاومة رغم كل حصارهم وعدوانهم والنتائج في أرض الميدان تدلل على ذلك.
رقم العدد 15567