حلب ـ المهندسة ياسمين درويش
شهدت حلب في الأيام الأخيرة سلسلة من الانهيارات للعديد من الأبنية في معظم أحياء السكن العشوائي نتيجة عدة عوامل كتأثرها بالعمليات الإرهابية وسوء التنفيذ من قبل تجار البناء قبل الأزمة إضافة الى تسريبات المياه الحلوة والصرف الصحي في العديد من أقبية الأبنية ما جعل الجهات المعنية في المحافظة في حالة استنفار شامل واتخاذ العديد من الإجراءات للسيطرة على هذه الحوادث التي وقع نتيجتها عدة ضحايا من المواطنين.
من المفاجئ أن نرى المياه تدمر أساسات مبنى على الرغم من أن الأساس المنزلي التقليدي مكون من البيتون المسلح بطرق مدروسة ومن هنا ننطلق من السؤال التقليدي: كيف يمكن للسائل أن يتسبب بالأذى للأساسات؟
الماء يؤثر على الأساس بطرق مباشرة أو غير مباشرة.
في الظروف العادية عند ملاحظة أي تسرب مائي علينا إفراغ المياه حول وداخل المبنى بأقصى سرعة وإصلاح الأضرار الناتجة عن المياه والتي تبدو على المبنى, ولا ننسى التأكد من عدم وجود ضغط خارجي على الأساس من أي سبب كان وإبعاده على الفور.
إذا تسربت المياه الخارجية إلى التربة المحيطة بالمنزل وازدادت كمية هذه المياه بسبب مياه الأمطار فإنها ستتسرب بسرعة وبشكل عميق داخل تربة الأساس وإذا كانت هذه التربة من النوع الذي يمتص المياه فإن هذه التربة ستنتبج أي سيكبر حجمها لتشكل قوى ضاغطة جانبية على الأساس، تلك القوى ستضغط على الأساس وستشكل الشقوق والثقوب في جسم الأساس وستتسرب المياه خلال هذه الشقوق لتتفاقم المشكلة وقد تملأ الأقبية ويمتد التشقق للجدران.
أما المياه التي تصل للتربة تحت الأساس والتي من الممكن أن تكون مياه جوفية فإنها تضغط على الجانب السفلي للأساس لتشكل قوة تسمى قوة الضغط الهيدروستاتيكية , هذه القوة تضغط على أسفل الأساس وترفعه وتشكل الثقوب والشقوق والفراغات التي ستتسرب منها المياه.
أما مياه الصرف الصحي في حال تسربها نحو الأساس فلها تأثير مشابه للمياه العذبة إلا أنها أشد وطأة بسبب تفاعلات الشوارد التي تتواجد فيها مع حديد التسليح كالكبريتات والكلور والتي قد تسبب تآكل وصدأ الحديد.
إذاً المياه شديدة الخطورة على المنشآت والمباني ويجب عدم إهمال أي تسرب مائي لئلا يؤثر على المبنى بأكمله.
رقم العدد 15580