حلب ـ الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكة
في صباح يوم الثلاثاء الأول من جمادى الآخر الموافق الخامس من شباط الجاري، توفى العالم والأديب الدكتور بكري الشيخ أمين الذي انتقل إلى دار الخلود بعد مسيرةٍ علميةٍ حافلة.
كنت قد تحدّثت إليه منذ أيام وكان كعادته يقطرُ أدباً وأخلاقاً رفيعة.
نعم لقد غادرنا الرجل الذي تخرج من بين يديه آلاف الطلاب في عدد من الكليات؛ الشريعة والآداب والتربية، وكان له الأثر الكبير في الحركة العلمية في سورية والعديد من الأقطار العربية، وأغنى المكتبة العربية والإسلامية بمؤلفاته الرائعة.
ولد الدكتور بكري الشيخ أمين في حلب الشهباء في الثالث من شهر كانون الأول عام 1930 م.
ونشأ نشأة صالحة مباركة في أسرته، وبعد أن أتم دراسته في المرحلة الابتدائية التحق بالمدرسة الخسروية التي خرّجت الكثير من عظماء الأمة، وكان من بينهم، حيث تخرّج بها بعد تلقيه العلوم الشرعية على أفاضل علماء حلب الشهباء وكان ذلك عام 1950 ثم حاز على شهادة الثانوية العامة، الفرع الأدبي في نفس العام وبعد ذلك التحق بجامعة دمشق كلية الآداب وحاز على إجازتها في عام 1954 وتابع دراساته العليا في جامعة دمشق لينال بعد عام واحد، دبلوم التربية والتعليم ثم أهلية التعليم الثانوي من جامعة دمشق عام 1955م.
بعد ذلك نال الإجازة في الحقوق العامة من جامعة الرباط في المغرب في عام 1960م وفي هذا العام تسلم إدارة الثانوية الشرعية “الخسروية” لمدة عام، ثم تابع دراساته حتى حاز على دكتوراه الدولة ـ معهد الآداب ـ فرع ليون ـ فرنسا في عام 1970م.
وبعد ذلك باشر حياته العملية والعلمية عبر مسيرة من التدريس والعطاء في الكثير من الجامعات العربية .
وقد تنوع تدريسه في هذه الجامعات بين مرحلة التعليم الجامعي الأول، ومرحلة الدبلوم، في حلب وبيروت.
وأشرف على عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه ، وشارك في مناقشة رسائل الدراسات العليا، وقد كان عضواً في الكثير من الهيئات العلمية.
وله العديد من المؤلفات المطبوعة منها:
ـ طبع كتاب (البلاغة العربية في ثوبها الجديد ـ بأجزائه الثلاثة) ـ في طهران ـ الجمهورية الإسلامية الإيرانية بكميات كبيرة جداً، ووزع على طلاب الجامعات والحوزات العلمية.
وكانت له الكثير من الأبحاث والمقالات المفيدة في العديد من المجلات .
وخلال مسيرة الدكتور بكري الشيخ أمين حاز على العديد من الجوائز وشهادات التقدير والثناء منها ، جائزة الدولة التقديرية في سورية (جائزة الباسل) للإنتاج الأدبي والفكري وتكريم وزارة الثقافة في سورية للمعلم الأول في مدينة حلب.
بكري الشيخ أمين نجمٌ يأفل بصمت وفارسٌ يترجّل بهدوئه ووقاره واتزانه. رحمك الله يا شيخنا وأستاذنا ومُجيزنا وجعل مثواك جنان النعيم.
رقم العدد 15581