حلب ـ محمد العنان
ــــــ قيل عن شباط منذ القدم أنه ( لبّاط )… و( مالو رباط ) لأن الشمس تسطع فيه تارة , ويهطل المطر فيه تارة أخرى .. وتحرقك فيه الشمس ساعة , ويقرضك البرد تارة أخرى ..
هذه الحال تشبه إلى حد كبير ما يحدث في يومياتنا , سواء على الصعيد الشخصي , أو على الصعيد المؤسساتي والحكومي .
ــــــ التهريب الذي قضَ مضاجعنا خلال هذه السنوات العجاف , أدى ببعض الجهات المعنية للصحوة من ثباتها , فبعد أن كانت العديد من المنتجات الأجنبية ( والتركية على وجه الخصوص ) تغزو موائدنا ومطابخنا سنوات عديدة , جاءت هذه الجهات اليوم لتتحدث عن ( السّم الزعاف )القادم من خارج الحدود , وكأن تلك المنتجات كانت تصل أسواقنا عبر ( إنزال جوي ) …!!!
المهم بالموضوع .. أن تصحو مـتأخراً خير من الّا تصحو أبداً ..
ــــــ الحال مشابه أيضاً ما يحدث من رقابة جمركية مشددة على الكثير من المنتجات الأجنبية التي تدخل أسواقنا ( بالجملة ) وعبر طرق شتى , ثم يأتيك من يصادر هذه البضائع بعد أن تصل إلى أسواق ومحلات المفرق ..!!
البعض يقول أن الحركة التجارية تراجعت بسبب هذه الحملات اليومية , في الوقت الذي تحتاج فيه أسواقنا إلى الإنعاش والانتعاش , وبالتالي انعاش المواطن الذي يبحث عن بعض الإنعاش والانتعاش أيضاً.
ــــــ علمنا من بعض أعضاء لجان الأحياء في حلب , أن مخصصات الدفعة الأولى من المازوت الخاص بالتدفئة لم تنجز حتى الآن , ولم تصل إلى جميع الأسر .
يعني لا داعي أبداً لانتظار الدفعة الثانية .. فالمازوت متوفر لمن يرغب في السوق السوداء بسعر 450 ليرة .!!
ــــــ طوابير الغاز التي ألهمت الكثير من الكتاب والنقّاد والفنانين , وتسببت برفع سقف ( حرية التعبير) بدأت بالانحسار والحمد لله , لكن مشفى الجامعة بحلب أبى إلّا أن يذكرنا بهذه الطوابير ,وبالتحديد ما يحصل أمام تصوير الأشعة بالطابق الأرضي وضمن ممر ضيّق , فتسمع هناك ماكنت تسمعه في طوابير الغاز .
الأجمل في الموضوع أن مكان التصوير الشعاعي , يحدّه مباشرة من الجهة المقابلة ” مخبر التحاليل الطبية ” حيث يتضاعف الازدحام , ويتحول إلى مشهد ( طابوريّ) !!
ــــــ أحد مدراء الشركات العامة, تحدث في العديد من الاجتماعات , أمام القاصي والداني عن فسحة كهربائية لمدينة حلب , وعندما نشرنا هذه المعلومة في موقع جريدتنا ( زعل ) وعاتبنا بالموضوع , وطلب حذف الخبر , وكأننا نتحدث عن أسرار الحرب العالمية الثالثة !!
( يا أخي ) كل ما نبتغيه هو زفّ البشرى لأهالي المدينة , وإضافة بعض النور لعتمتهم اليومية .
ــــــ ( وعلى سيرة النور والعتمة ) عادت لتظهر من جديد حالة ” الفلتان ” بعمل مولدات الأمبيرات , من حيث عدد ساعات التشغيل وساعات التعويض , وسعر الأمبير الواحد , فأحدهم يشغل 5 ساعات بقيمة 1000 ليرة , وأخر يشغل 7 ساعات ب1300 أو 1500 ليرة ..!! وأصحاب المولدات يأخذون القرارات ويفرضون التسعيرة على هواهم دون حسيب أو رقيب .
بالمحصلة : قصة الأمبيرات قديمة جديدة , يستغلها الأقوياء على حساب الضعفاء ..
( وإذا ما عجبك شيل القاطع .. وإيدك وما تعطي ) !!
( قيل لفرعون : مين فرعنك ؟؟ , فأجاب : فرعنت , وما حدى ردني ) .!!
رقم العدد 15599