الجماهير – حميدي_هلال
صباح الخير، جمعة مباركة…كل عام وأنت بخير…..وغيرها من عبارات المجاملة.
يعقبها لمسة زر …تحويل .. تحويل… منذ ساعات الصباح الأولى تبدأ البطاقات المعلبة تنهال عليك عبر (الواتس أب و الماسينجر) ..
عبارات فارغة مفرغة من كل عاطفة أو إحساس أو شعور ، ومحولة إليك بلمسة زر من أصدقاء بكل أسف اعتبروك مجرد رقم في رسالة جماعية مرسلة إليك..
أنا شخصيا لا أعيرها أي اهتمام ، ولا تحرك روحي أو إحساسي بمعناها.. شعور ميت يقابل شعوراً ميتاً ..
بينما ارد فقط على رسائل المودة المكتوبة بيد صاحبها عن وعي وشعور ومرسلة عن قصد وعمد إلي .
تلك لا أستطيع تجاهلها كغيرها من القوالب الجاهزة التي ذكرت ، أحس بها وبعبقها الفواح، فتفرح قلبي وتنعش فؤادي ، فأرد بأحسن منها ، وأزيد بالسؤال عن الحال والأحوال وصحة العيال…
الرصيد المجاني الذي يمنح لمشتركي الخطوط الخليوية يؤرقني ويغيظني ويثير حنقي..
شخص ما حصل على مئات الدقائق المجانية، يدق إليك بوقت غير مدروس دون مراعاة ساعات الصباح الباكر أو الظهيرة أو في هزيع الليل الأخير..
ويبدأ باختراع حديث ودردشة لمجرد الثرثرة ومضيعة الوقت..
وساعات المكالمة تطول ..تشعر بإحساس الخدر في أذنيك ، والتنميل في قدميك ..وتتقلب ذات اليمين وذات الشمال ، وينتابك الشرود في منتصف الحديث ، ويغلب عليك النعاس وأنت تنتظر متى ينهي محدثك ثرثرته..
وفي الأخير يقول لك عندي رصيد مجاني وحبيت أفرغه برأسك..!!!
خصوصية الرقم مباحة .. ما إن ينتزعه أحدهم منك عنوة وتعطيه إياه بضغط الخجل والحياء حتى تجده معمم على أناس أول مرة تعرفهم أو ربما كنت تتهرب من جلافتهم، “أخي من أين أتيت برقمي ..؟؟ من فلان ؟؟ ” .
وللحديث بقية عن حالات اختراق الخصوصية..
متى نفهم …؟ ومتى نعي..؟
رقم العدد15603