الجماهير – حسن العجيلي
منذ أيام دفعني ألم شديد في الرأس للتوجه إلى صيدلية قريبة من مبنى الصحيفة وشراء علبة دواء مسكن ألم وعندما أعطيت الصيدلي ثمن الدواء أعاد لي الباقي وكان ورقة نقدية من فئة المئة ليرة إضافة إلى خمس قطع ” بلاستر ” ما نسميه بالعامية ” لزقة جرح ” .
القضية ليست أن البلاستر أو بضع حبات من أي مسكن ألم أصبحت هي بدلاً للقيمة النقدية الواجب إعادتها للمشتري – وإن كانت موضوعاً يحتاج لمعالجة – لكن ما حرك بداخلي الكثير من الشجون هي حالة ” لزقة الجرح ” التي استطاع الصيدلي أن يشخّص حاجتنا لها دون أن نطلبها ، وهو يعطينا إياها بديلاً عن المرتجع النقدي ولكن في قرارة نفسه كأنه يعي ما ألمَّ بنا من جراح أصبحت بحاجة لعلاج ، لكنه حال جميع الجهات يكتفي بحل – ترقيعي – مكتفياً بـ ” لزقة الجرح ” التي قد يكون وضعها مشوهاً لشكلنا ولكننا نضعها وهكذا هي حال الحلول للعديد من مشاكلنا حيث يكون الحل مشوهاً أكثر من المشكلة ذاتها .
ظاهرة ” لزقة الجرح ” أصبحت متفشية لدى بعض الجهات التي يكون جوابها إن وجد وتحركها للحل – ترقيعياً – لا يرقى لمستوى المشكلة ولسنا بصدد تسمية قطاع بعينه فكل ما نعيشه من خدمات يومية مثخنة بالإشكالات وتعمق لدى المواطن جروحاً يومية في التعاطي معها ، ولم يعد ممكنا الاكتفاء بـ ” لزقة الجرح ” كحل وإن كان إسعافياً بل المطلوب تدخل أخصائي مهني لمعالجة المشاكل وحل القضايا التي تؤرق المواطن في حياته بشكل علمي وعملي يسهم في إنهائها وإيجاد الحلول الجذرية لها ، وإلا ستبقى ” لزقة الجرح ” علامة مميزة لواقعنا .
رقم العدد 15605