حلب-الجماهير-سانا
بخطى متسارعة تسير أعمال ترميم وتأهيل دار الإفتاء الأثرية “الزاوية الصيادية” بحلب بعد أن طالتها يد الإرهاب بالدمار والخراب لتعود كما كانت بطرازها العمراني الفريد الذي مزج بين العمارة العربية الإسلامية والأوروبية وتتناغم مع موقعها التاريخي والأثري المطل على قلعة حلب من الجهة الشرقية.
وذكرت المهندسة وسيلة سماني رئيسة مكتب الآثار الوقفية والتراث الإسلامي في مديرية أوقاف حلب أنه منذ عودة الأمن والاستقرار إلى حلب تم التركيز على دار الإفتاء نظرا لأهميتها الدينية والتاريخية والأثرية لدى الأهالي ورصد آثار الخراب والدمار الذي لحق بها جراء الإرهاب للبدء بأعمال الترميم التي شملت إعادة ترميم وبناء الواجهات الحجرية وتدعيم الأسقف وبناءها بالشكل الذي يناسب طابعها العمراني الأثري وأعمال الإكساء والزريقة الحلبية “الطينة” والكحلة الأثرية.
وأشارت سماني إلى التعاون مع المعنيين في مديرية الآثار والمتاحف بأعمال التوثيق والبناء التي تشمل فناء الدار والقبلية والغرف ومقر المفتي لافتة إلى أن مدة تنفيذ المشروع الذي انطلق في تشرين الثاني من العام الماضي سنتان ونظرا لأهميته من المتوقع إنهاء الأعمال خلال الأشهر الثلاثة القادمة.
وفي جولة على موقع الدار لرصد أعمال الترميم التقينا المهندسة المعمارية ربا جليلاتي من مديرية آثار ومتاحف حلب ومسؤولة الإشراف الفني على الترميم وتحدثت عن أعمال الترميم للمباني الوقفية بالتعاون مع مديرية الأوقاف والمدينة القديمة والتي تتم وفقاً للمعايير الدولية لافتة إلى أن الدار أنشئت عام 1886 على يد الشيخ محمد أبو الهدى الصيادي نقيب الإشراف بحلب آنذاك وهي مؤلفة من ثلاثة أقسام تجمع نظام العمارة الأوروبي مع الطراز العمراني الإسلامي.
المهندس ماهر أعرج منفذ مشروع أعمال الترميم في دار الإفتاء قال: بدأنا بأعمال توثيق الأحجار المتبقية والاعتماد على الصور الموجودة للمبنى لمعرفة المقاسات المطلوبة للحجارة والبناء وتمت المباشرة بأعمال الترميم بالحجارة الموجودة وجلب أحجار جديدة واستبدال المتضررة لافتا إلى أن نسبة تنفيذ الأعمال الإنشائية تجاوزت 80 بالمئة وتم الانتهاء من أعمال الواجهات الحجرية المتضررة والأسقف وتجاوزت أعمال الطينة 70 بالمئة والأعمال الخشبية 40 بالمئة.
وبين أروقة الدار كان يتواجد عبد الرحمن أمونة أحد أهالي المنطقة ومتعهد أعمال البناء يتابع أعمال الترميم وله أياد بيضاء بالتبرع لإعادة بناء الأوقاف الإسلامية المهدمة جراء الإرهاب وأكد أن أهالي حلب مصممون على إعادة بناء كل حجر لأنها تحكي قصة وحياة المدينة.
رقم العدد 15609