الجماهير ـ أحمد العلي
لم يأخذ جنس أدبي جدلاً كما أخذت القصة القصيرة جداً الحيز الواسع من النقاش في الأوساط الثقافية العربية من خلال الندوات والملتقيات الأدبية والمنشورات في الصحف والمجلات والدوريات والحوليات العامة والمتخصصة منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود حتى الآن.
إذ لم تحسم معركة إبداء الرأي ووضع النقاط على الحروف إلاّ في السنوات الأخيرة من هذا القرن ،عندما توصل أصحاب الشأن من النقاد والدارسين والأكاديميين والمهتمين بالأجناس الأدبية إلى قواسم مشتركة حول تحديد الجنس والنوع والتسمية ،ومفادها : إن الشاعر العربي الفلسطيني محمود علي السعيد هو أول من أطلق اسم القصة القصيرة جداً على هذا الجنس الأدبي الحديث فأصبح مصطلحاً شائعاً ومتداولاً فيما بعد في المشهد الثقافي العربي.
وتناولت الصحف والمجلات العربية والترجمات إلى اللغات الحية المولود الجديد باهتمام وحفاوة في الربع الأخير من القرن العشرين وتنطعت له الأقلام بالدراسات والأبحاث النقدية والمقالات الأدبية الجادة وركزت على أولوية الريادة للموسوم المعاصر والمكتمل البناء من حيث الجانب النظري والتطبيق العملي عبر التكثيف في الحدث والتقطير في اللغة من خلال رمزية مكتنزة تختصر من الكلام الكثير في لحظة صدق وومضة إبداع نامٍ ومدهش في آنٍ معاً.
ومن بين المنابر الثقافية المطبوعة التي فتحت على صدر صفحاتها حوارات صاخبة وغنية حول أولوية التسمية والريادة/الكفاح العربي والبعث وتشرين والثورة والجماهير والأسبوع الأدبي وصوت فلسطين والهدف والحرية/وغيرها من الصحف والمجلات المحلية والعربية…
وأكدت أعمدة الرأي والدراسات والمقالات النقدية بأن الرائد الأول ممن سمى وكتب القصة القصيرة جداً وقبل الأديب المصري نجيب محفوظ هو الأديب والشاعر العربي الفلسطيني محمود علي السعيد حيث نشر أول قصة قصيرة جداً في مجلة الطليعة عام/1966/تحت عنوان الفدائي، وصدرت له في عام/1979/أول مجموعة قصص قصيرة جداً بعنوان/الرصاصة/ .
وتتالت منشوراته الإبداعية ومجموعاته القصصية العابقة بالهم والأمل الإنساني الوجداني والوطني والقومي وبحس مرهف وتقنية إبداعية خلاقة وعشق لأبجدية الحرف لا ينضب.
ومن بين النقاد والأدباء والصحفيين الكتاب الذين رجحوا قصب السبق في ريادة القصة القصيرة جداً للأديب الشاعر/ محمود علي السعيد/الناقد الدكتور سمر روحي الفيصل والدكتور وليد مشوح والدكتور حسين حموي والدكتور عبد السلام العجيلي والدكتور محمد الراشد والدكتور محمد محي الدين مينو والأديب أحمد العلي من سورية والشاعر محمد علي شمس الدين من لبنان والدكتور مسلك ميمون من المغرب وجمعة الفاخري من ليبيا وغيرهم الكثير الذين أنصفوا وكان للسعيد أحقية الريادة والنسب في القصة القصيرة جداً بحق ودون منازع! ؟.
الأديب محمود علي السعيد في سطور:
– رئيس فرع حلب للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين .
-رئيس تحرير مجلة المقاومة بحلب.
-رئيس اللجنة الثقافية في النادي العربي الفلسطيني .
-عضو اتحاد الكتاب العرب. واتحاد الحقوقيين. واتحاد التشكيليين. ورئاسة المؤتمر الشعبي الفلسطيني. وأمانة سر لجنة الدفاع عن الثقافة الوطنية الفلسطينية.
-المستشار الثقافي لمجلة الغد الجديد الفلسطينية.
-رائد القصة القصيرة جداً. يكتب الشعر والقصة القصيرة جداً والنقد التشكيلي. ينشر نتاجه في معظم الصحف والمجلات العربية المتخصصة. صدر له /24/كتاباً في الشعر والقصة القصيرة جداً والدراسات. أدرج اسمه في معظم الموسوعات الأدبية الفلسطينية والعربية ،وفي رسائل واطروحات الدكتوراه والماجستير، وفي أفلام وثائقية ولقاءات فضائية مصورة، ترجم نتاجه إلى لغات أجنبية عدة.
-صدرت له المجموعات القصصية التالية:
/الرصاصة عام 1979-المدفأة – المنقل- القصبة -المحاولة – الشكل- بطاقة رقم5 – نصف البرتقالة -الى فراشة البحر -من قيس الى ليلى -جمرة الروح قيد الطبع.
-مواليد فلسطين. الجليل الغربي .ترشيحا. ويعيش في حلب .
رقم العدد 15610