الجماهير ـ عمر قاسم العباسي
إن المتابع لمجريات ما حدث على الساحة السورية منذ سنوات وحتى اليوم من جرائم بشعة مشينة بحق أبناء الشعب العربي السوري من قتل وتدمير وتهجير واستهداف للبنى التحتية وقطاع الخدمات ونهب المعامل والثروات، والتي تستهدف منظومة القيم الأخلاقية النبيلة لشعبنا وتستهدف أيضاً سورية الوطن والشعب والجيش والدور التاريخي، أقول: إن المتابع لكل ما ذكرناه لا بد أنه انتبه إلى حقيقة جلية ماثلة للعيان ألا وهي قيام قطاعات اجتماعية من شرائح مختلفة من جماهير شعبنا العربي السوري بإطلاق عشرات بل مئات المبادرات التي تندرج عادة في مبادرات المجتمع الأهلي عند التعبير عنها كحراك مجتمعي خارج أطر المؤسسات والجهات الرسمية في الدولة.
أجل إن المبادرات الشعبية العربية السورية لتشكيل جمعيات وهيئات واتحادات وروابط جديدة يجمعها هدف واحد هو لملمة جراح الشعب والوطن وإيقاف النزيف وإزالة آثار الحرب والدمار الذي لحق بالوطن نتيجة عدوان دولي مركب لم يسبق أن تعرض له شعب أو دولة في التاريخ والأيام كفيلة بكشف الكثير من الحقائق والتفاصيل حول مخططات هذا العدوان والإشارة بالأسماء والأرقام إلى كل من تورط فيه لتنصب عليه لعنات الله والشعب والتاريخ.
إن ما تحقق من نجاحات خلال ما قامت به تلك الجمعيات والروابط الشعبية الفتية والتي هي ابنة المرحلة بامتياز هو معيار حقيقي لمناعة الجسد السوري في وجه هذا العدوان الجائر وفي وجه كل عدوان يستهدف وحدة أرضنا وشعبنا اليوم ومستقبلاً، وهي عامل صحة واطمئنان ومؤشر حيوي ملموس على إرادة الحياة لدى أبناء شعبنا ونحن نلمح من خلالها خيوط فجر الانتصار القريب والقادم إلى سورية لنؤكد بنتيجة هذه المواجهة التاريخية الشرسة أن أعتى قوى العدوان أعجز من أن تنال من وحدة ومكانة سورية العزيزة والمنيعة على مر العصور.
رقم العدد 15612