حلب – حسن العجيلي
ربما تكون المحاباة أو سوء التقدير من أكثر مسببات تفاقم أزماتنا الخدمية الأمر الذي يؤدي بالضرورة إلى عدم البحث عن حلول جدية وبالتالي زيادة معاناة المواطنين في كثير من مجالات الحياة اليومية .
وللحقيقة فإن الصدفة جمعتني في يوم واحد مع اثنين من مخاتير الأحياء وطبعاً كان لقاء كل مختار على حدى ، وقد سألتهما سؤالاً واحداً كيف هو واقع الحال في الحي خدمياً وماذا ينقصه وما هي متطلبات المواطنين ؟.
وجاء جواب كلا المختارين بأن الوضع الخدمي في الحي جيد وأخذ كل واحد يسترسل في التبرير وكأنه مدير إحدى المديريات الخدمية ، وإن كان الأمر في صورة من صوره إيجابياً في التعاون إلا أن هذه الصورة تشير إلى عدم الجدية في طرح القضايا والمشاكل للوهلة الأولى حيث أن استمرار النقاش والسؤال عن حيثيات كل قضية خدمية ومفرداتها جعل كلا المختارين يتحدث عن المشاكل الخدمية وما يسببه نقصها على واقع الحي ، إضافة إلى الحديث كذلك عن المتطلبات التي يحتاجها الحي من مرافق خدمية تسهم في تعزيز عودة الأهالي خاصة في الأحياء المطهرة من رجس الإرهاب ، وفي الواقع هي الأحياء التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام خدمياً .
إن حالة إيجاد التبريرات نجدها في كثير من مفاصل العمل ويغلب على أكثرها ” تزيين الألم ” في حالة محاباة لبعض القطاعات مبتعدين عن حقيقة مهمتهم في خدمة المواطن وتطوير الوطن ، في حين أن المطلوب هو الشفافية في الطرح وتشخيص المشكلات وتصويرها على حقيقتها ليس بهدف الإشارة لخلل ما بل بهدف إيجاد الحلول الناجعة لها والتعاون لتجاوز المعيقات التي تعترض إنجاز ما يسهم في تطوير واقع الحياة .
فمتى يعي كل من في موقع مسؤولية أن المكاشفة وإظهار الوقائع خير من الاختباء وراء الأصابع عند مناقشة أي قضية خاصة ما يهم الواقع المعاشي للمواطنين ؟ ويصبح إظهار الواقع بحقيقته مقدما على تزيينه برتوش تزيد من حالة التشويه التي تطاله وتؤثر على سير الحياة .
رقم العدد 15612