الجماهير ـ أحمد العلي
مرت في الرابع من شهر آذار الجاري الذكرى الرابعة لرحيل الفنان الكبير عمر حجو الذي يعد أحد أعمدة الفن الملتزم والهادف ومن أوائل مؤسسي الحركة الفنية في سورية وبخاصة المسرح بدءاً من مسرح حلب الذي نشط فيه بداية ً، ثم أسس أول فرقة مسرحية خاصة به تحت اسم/الفنون الشعبية /عقب العدوان الثلاثي على مصر في عام /1956/ وذلك بمشاركة الفنان عبد المنعم اسبر .
وآنذاك قدمت الفرقة مجموعة من المسرحيات المناهضة للاستعمار والامبريالية العالمية ،عرت الطغيان والغطرسة ونهب ثروات الأوطان واستغلال الشعوب …
ومن بين المسرحيات الجادة يومها/الاستعمار في العصفورية ، ومبدأ ايزنهاور /وغيرها من الأعمال التي تلهب مشاعر الشعوب المضطهدة في المنطقة والعالم ضد الظلم والاستبداد … ومن الأهمية بمكان الاشارة إلى أن الراحل /حجو /من أوائل الفنانين الذين أدخلوا نموذج المسرح الغربي الايحائي وطوّعه إلى ايمائي بنكهة عربية .
ولأول مرة يقدم عام /1959/وعلى مسرح جامعة القاهرة مسرحية من هذا النوع عنوانها
/النصر للشعوب /وبدأ التجريب من خلال اسهاماته في تأسيس المسرح القومي ومسرح الشوك وغيره في ستينيات القرن الماضي ،وفي عام /1969/ قدم العرض الأول لمسرحية /مرايا/ في المركز الثقافي السوفييتي … وشاءت الأقدار أن يلتقي /حجو /مع العمالقة/ دريد لحام ،نهاد قلعي ،رفيق سبيعي وزياد مولوي / وغيره .
وبرع في المسرح والسينما على حد سواء .وكان متألقاً في مختلف الأدوار والشخصيات من ضيعة تشرين مع دريد لحام التي كتبها الأديب محمد الماغوط إلى كاسك يا وطن ،وشقائق النعمان، وغربة، وصانع المطر إضافة إلى تميزه في الأعمال التي شارك فيها عبر المسرح الجوال الذي شارك في تأسيسه مع الأديب الراحل سعدالله ونوس والمخرج المخضرم علاء الدين كوكش .
ولكي لا نبتعد عن دائرة الإبداع في مسيرة حجو الفنية فقط نشير أيضاً الى رحلته في مجال السينما ومشاركاته في أفلام /الحدود، الكفرون، اللص الظريف ،والثعلب ،وغرام المهرج ،وحب وكاراتيه ،والتقرير.
وعلى صعيد الأعمال التلفزيونية فقد ترك بصمته التي لا يمحوها الزمان من الأذهان في /الخربة ، ووادي المسك ،وأهل الغرام ،وخان الحرير ،وكوم الحجر ،وباب المقام ،وحي المزار ،والبيوت أسرار ،وسيرة آل الجلالي ،وبيت عامر ،والهاربة ،وأنا وعمتي أمينة ،والثريا، وحارة عالهوا، وتلك الأيام، وقلبي معكم ،ووجه العدالة ،وصدق وعده ،وأحقاد خفية ،وسنعود بعد قليل ،ومبروك ،والانتظار.
وكم كنا ننتظر من الجهات المعنية في مجال الثقافة والفن بمختلف مسمياتها ومستوياتها أن تتذكر وتذكر الجيل بفنان ومثقف أعطى خلاصة حياته من أجل أن يبدع ويمتع ويفتح بوابة العقل على أدوار أداها لتنير فضاء المجتمع عبر ثقافة فكرية وبصرية جد هامة ،إنه عمر حجو .
رقم العدد 15615