العنف ضدّ المُصلّين، إلى متى؟

الجماهير.. الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكة

عندما كنت أُصغي للأخبار التلفزيونية ونشرات الأنباء الفضائية هنا وهناك، وتداعيات الأحداث الدموية الأخيرة بحق المصلين في نيوزيلاندا؛ تبادر لذهني ومثل أمام فكري فعلٌ وسؤال وذكريات.
أما الفعلُ فهو فعلُ النبي صلى الله عليه وسلم عندما (مرت به جنازة فقام فقيل له: إنها جنازة يهودي فقال: أليست نفساً ؟) رواه البخاري
إن النفس البشرية محترمة بصرف النظر عن دينها وعقيدتها ومذهبها وطائفتها وتفكيرها و”أيديولوجيتها”، وبغضّ النظر عن موطنها وسكنها وتنقلاتها،
هكذا علمنا الإسلام، هكذا طبّقه نبيّ الإسلام صلى الله عليه وسلم.
وأما السؤال الذي وددتُ وصوله إلى المهتمين بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة وغيرها… هو هل هناك تعبيراً أكبر من الاستنكار والشجب؟ ليتمّ استخدامه كردّة فعلٍ على تلك المجازر التي تُرتكب ضدّ الإنسانية، ضدّ الأبرياء الذين يصلون في المسجد.
الأبرياء الذين لم يكونوا يحملون سلاحاً، ولم يكونوا يختفون خلف دروع، ولم يرتدوا الملابس المصنوعة ضد الرصاص، لقد كانوا يقفون بين يدي الله، ما ذنبهم؟
وأما الذكريات فقد كانت دامية نعم لقد شهدت نيوزيلندا، في يوم الجمعة الخامس عشر من آذار ، يوماً دامياً، بعد مقتل وإصابة العشرات، فى إطلاق نار على المصلين في مسجدين فى مدينة “كرايست تشيرش”.
وهذا الحدث الكبير استدعى في الذاكرة أحداثاً أخرى كان أولها مثولاً ذلك الحادث الأليم الذي يصادف الشهر نفسه شهر آذار منذ ستة أعوام حيث طالت يد الغدر والحقد الشهيد السعيد العلامة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي فارتقى شهيداً مع أربعين من المصلين في مساء يوم الخميس أثناء إلقاء الدكتور البوطي لدرسه في جامع الإيمان في دمشق في الثاني والعشرين من آذار عام 2013. ويا لها من فاجعةً لا تُنسى.
وكان خلفها في الذاكرة حادثة دهس المصلين بعد خروجهم من أحد المساجد في لندن عام 2017، ثم في شريط الذاكرة تمرّ أحزان مذبحة المسجد الأقصى في صبيحة يوم الإثنين الثامن من تشرين الأول لعام 1990 قبل صلاة الظهر والتي أرتقى فيها أكثر من عشرين شهيداً برصاص جنود الكيان الصهيوني.
وكذلك مجزرة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الفلسطينية والتي نفذها الإرهابي اليهودي “باروخ جولدشتاين” فجر يوم الجمعة في الخامس والعشرين شباط “فبراير” 1994 حيث أطلق النار على المصلين وهم يؤدون صلاة الفجر.
كثيرة هي الذكريات الحزينة الدامية التي مررنا بها في حياتنا، في أمتنا، في وطننا العظيم سورية، والقاسم المشترك في جميع تلك الأحداث، واليد الخبيثة المحرّكة لها كانت ولا زالت واحدة، إنها الصهيونية، إنهم الصهاينة الآثمين.
وقد آن الأوان أن يقوم كل شرفاء العالم بالتصدي للإرهاب والعنف الممنهج الذي يصدّره الصهاينة في سائر أنحاء العالم.
رقم العدد15620

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار