الجماهير ـ أحمد العلي
من أطلق على الأم مقولة / المرأة التي تهز المهد بيمينها ..تهز العالم بيسارها /كان مصيباً في رأيه لأنه اختصر الكثير من الكلام واختزل جملة من العبارات التي بالكاد تفي الأم حقها في التكريم والتبجيل إلى مستوى التقديس في الحياتين .
ولم يبخل الشعراء والأدباء والمفكرون في الإشادة بدور الأم في التربية والتعليم والتثقيف في الأسرة والمجتمع، بل صورت بملهمة الطهر والبركة والفضيلة والانتماء ،فكانت سر الوجود منذ بدء الخليقة إلى الأزل .
ومن يقرأ أساطير الشعوب وعلوم النفس والاجتماع والشرائع السماوية والقوانين الوضعية والأعراف يكتشف أن جميعها مجدت المرأة الأم لامتلاكها خصوصيات حباها الله بها فكانت بحق نبع الحنان وشلال العاطفة وحاضنة الانسانية بكل تجلياتها ومختلف طيوفها التي إن حاولنا أن نتلمس بعضاً منها قد لا ننصفها أو نعطيها مكانتها التي تستحقها بكل تأكيد .
وكم كان شاعر النيل مبدعاً في وصف الأم عندما قال :
الأم مدرسة إذا اعددتها اعددت شعباً طيب الأعراق
فهي الأم التي تهب حياتها من أجل الآخرين، والشمعة التي تحترق لتنير طريق الأجيال ،وهي التي تحمل وتلد وتربي وتحول الأسرة إلى مجتمع فاعل ومعطاء .
نعم نقف اليوم في عيد الأم وفي كل يوم أمامه بإجلال وتقدير واحترام نكتسب منها المحبة والرحمة والشفقة والأمان لأنها العطاء الدائم الذي لا ينضب .
نعم هي الأم والمعلمة والطبيبة والأديبة والحقوقية والنائبة والوزيرة ..،هي أم الشهيد وأم الجريح وأم الجندي وأم الوطنية والقومية والانسانية جميعاً .
فلكل الأمهات القابضات على جمر الآلام وراحة الأحلام والآمال والمطامح والسلام لكن تنحني الهامات وكل عام أنتن والوطن بخير ووئام .
رقم العدد 15624