حلب – حسن العجيلي
صور ومشاهد كثيرة تزدحم بها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ورسائل كثيرة تمر علينا محملة بعبارات المحبة والتقدير للأم في عيدها وهذا أمر إيجابي كمظهر احتفالي يظهره الأبناء تجاه أمهاتهم، حيث تضج وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص بصور الأمهات أو الصور التي تعبر عن الأمل بكسب رضا الأمهات، ومنهم من ينشر صوراً لأمه التي فقدها أو صوراً لضريحها يستذكر حنانها .
لكن على المقلب الآخر هناك صور حقيقية كذلك لكن لا نشاهدها لأسباب متعددة، فكم من أم شهيد غلب كبرياؤها دموع عينيها واعتكفت في منزلها في هذا اليوم مع أي تذكار من ابنها تشم منه عبق وجوده الذي لم يفارقها وتسمع صوت ضحكته من صورة في قلبها الذي يخفق باسمه ولا يُسمع حتى بأكثر الأجهزة الطبية تطوراً ، وكم من أم أبنها بعيد عنها في مدينة أخرى لا يستطيع الوصول إليها يؤدي واجبه الوطني في الجيش العربي السوري أو واجبه المهني في عمله ووظيفته .
وفي صورة أخرى كم أم هجرها أبناؤها فمنهم لسفر يبحث عن مصدر رزق وشرب قلبه قساوة الظروف فغدا أقسى ولم يعد يتذكر أمه سوى من خلال التواصل الاجتماعي، وكم من أبناء تخلوا عن أمهاتهم وأسكنوهم دور رعاية المسنين أو تخلوا عنهم بشكل مطلق.
حقيقة مجتمعنا مليء بهذه الصور وغيرها، وتبقى الصورة الأهم في المحبة والولاء للأم الكبرى وطننا سورية التي نتغنى جميعنا بحبها في عيد الأم أو غيره من الأيام، وسواء تجاه أمهاتنا أو تجاه وطننا ونحن نسعى لكسب رضاهم فإن الرضا ينعكس طمأنينة في القلوب، فمن اطمأن قلبه تجاه أمه، فأمه راضية عنه وكذلك هي أمنا سورية.
واليوم وكل يوم لنسأل قلوبنا: هل هي مطمئنة ؟ .
وكل عام وأمهات سورية بخير وأمهات الشهداء نستمد منهن الخير .
رقم العدد 15624