أول قداس إلهي في كاتدرائية الأربعين شهيد بحلب بعد إعادة ترميمها

حلب-الجماهير-سانا
تستعد كاتدرائية “الأربعين شهيد” للأرمن الأرثوذكس في حلب القديمة لإقامة أول قداس إلهي فيها خلال الأيام القليلة القادمة وذلك بعد الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى من ترميم آثار الدمار الذي لحق بها جراء الاعتداءات الإرهابية والتي شملت المدخل الرئيسي والواجهة وبناء جرس الكاتدرائية والأسقف والباحات المؤدية إليها.
وأوضح شاهان ساركيسيان مطران أبرشية حلب وتوابعها للأرمن الأرثوذكس أن الكاتدرائية تأسست في القرن الرابع عشر الميلادي وتغير شكلها قليلاً خلال القرون الماضية جراء العوامل التاريخية والعمرانية وخلال سنوات الحرب على سورية أصيبت حلب القديمة بدمار كبير ومنها الكاتدرائية حيث انهارت واجهتها الأمامية وبعض الجدران.
وأضاف: بعد عودة الأمن والاستقرار إلى حلب بدأت العام الماضي عمليات إعادة ترميم وتأهيل الكنيسة وما حولها لإعادتها كما كانت مع الحفاظ على هويتها العمرانية التاريخية القديمة حيث تم فتح الباب الغربي الذي كان مغلقاً لأكثر من 200 عام وقال “إن الكنيسة حاضرة اليوم لبداية جديدة.. وصلاتنا ودعاؤنا أن يعود السلام لوطننا الحبيب سورية”.
ولدى رصد أعمال الترميم التقينا الدكتورة المهندسة هوري عزازيان عضو المجلس المحلي في مطرانية الأرمن الأرثوذكس التي قدمت لمحة عن كاتدرائية الأربعين شهيد والتي تقع في الناحية الشمالية الغربية من قلعة حلب التاريخية في حي الصليبة بحلب القديمة وكانت في بداياتها منطقة مقابر مسيحية وتحوي معبداً وفي القرن الخامس عشر تم توسيع المعبد للناحية الغربية وسمي هذا التوسع باسم الأربعين شهيد نسبة للشهداء الأربعين في مدينة سبستيا الذين ضحوا بدمائهم حفاظاً على الدين المسيحي وفي عام 1616 تم توسيع الكنيسة باتجاه الناحية الشمالية وتعمير 3 هياكل كبيرة ومنذ ذلك الحين أصبحت كاتدرائية الأربعين شهيد المقر الأسقفي الإداري والروحي لأبرشية حلب وتوابعها.
وأضافت: خلال الحرب على سورية تعرضت الكاتدرائية لقذائف الإرهابيين وتضررت أجزاء من مبانيها وباحاتها والمتحف الكنسي وصالاتها وتم البدء بإعادة ترميمها العام الماضي عبر 4 مراحل لافتة إلى أن أعمال الترميم تمت بأياد وطنية حرفية خبيرة تم خلالها إعادة استخدام الحجر القديم في البناء والتأهيل.
وتحدث مشرف تنفيذ أعمال الترميم أحمد مدراتي عن أعمال تأهيل واجهة الكنيسة وداخلها وبناء الجرس حيث تم قشر الطينة القديمة وإظهار الحجر القديم وإعادة تكحيل الأسقف بالاعتماد على المخططات الهندسية والصور القديمة وإعادة استخدام الحجر القديم ونقشه بالأدوات التقليدية اليدوية كما تم ترميم بناء الجرس الذي لحقت به أضرار بالغة وتأهيل ساحات الكنيسة والمكتبة والمدرسة وإعادتها كما كانت.
وتستمر أعمال الترميم في كاتدرائية الأربعين شهيد لتستعيد ألقها العمراني والتاريخي ومكانتها الروحية لإقامة الصلوات والقداديس.
رقم العدد15631

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار