بقلم : عبد الكريم عبيد
خلال الأسبوعين الماضيين شهدت منطقة الخليج ، حدثين لافتين وعلى درجة من الأهمية وفيهما تطور لافت وصل إلى حد الخطورة الكبرى بحيث أن أي حماقة يرتكبها الأمريكي تجر المنطقة إلى حرب مفتوحة كارثية لا أحد يستطيع أن يحصي نتائجها المدمرة وبخاصة إذا تعلق الأمر بقطاع الطاقة الذي يعتبر النفط هو العمود الفقري فيه والتدخلات التي شهدتها منطقتنا العربية تأتي ضمن هذا السياق .
أن يتم استهداف بوارج النفط في ميناء الفجيرة النفطي في الإمارات وكانت الخسائر كبيرة ناهيك عن اضطراب في أسواق نفط الخام العالمي فهذا يجب التوقف عنده ملياً
واليوم تأتي حادثة الباخرتين العملاقتين التي استهدفتا في مياه الخليج حيث الأولى غرقت بالكامل بعد استهدافها والثانية لحقت بها اضرارا كبيرة أدت هذه الحادثة على الفور في حدوث اضطراب آخر في أسواق النفط وتحليق أسعاره وبالتالي قطاع الطاقة أصبح مهدداً على اعتبار أن الخليج هو أكبر مصدر له باتجاه الدول الغربية وامريكا.
واللافت في الأمر أنه ومنذ اللحظات الأولى في الحادثتين توجهت أصابع الاتهام إلى إيران دونما أي دليل يذكر على هذا وتحديداً من قبل الأمريكان وأدعياءهم آل سعود .
وبالتأكيد هذا ليس بجديد على سياسة ترامب والخليج ، وتحديداً آل سعود الذين يكيلون الاتهامات جزافاً لإيران جراء أي حادث قد يقع ولوكان في المريخ .
ومعلوم للجميع أن السفن الإيرانية التي كانت متواجدة في المياه الإقليمية الإيرانية سارعت إلى مكان الحادث وأنقذت ما يقارب /40/ بحارا ودعت الجميع إلى الهدوء وعدم الانجرار وراء الأكاذيب الصهيوامريكية التي تهدف تأجيج نار الصراع ليس في الخليج العربي وإنما في المنطقة بالكامل .
علماً أن الأسطول الخامس الأمريكي كان يرابط ولايزال في المياه الإقليمية للخليج وبالتالي على مقربة من الحادث الذي لم يتحدث عنه ولم يصدر أي بيان بشأنه وهذا يذكرنا بأحداث الحادي عشر من أيلول عندما تم استهداف برج التجارة العالمي في أمريكا وعلى الأثر سربت أجهزة المخابرات الأمريكية مسرحية هزلية لتحقيق اهداف تلي الحادثة تماماً وبالتالي السير في الحرب الاستباقية وهذا ما حصل بالضبط وكأن الأمور سائبة في المطارات الأمريكية حتى تقلع طائرتين سرقتا وتضربان برج التجارة العالمي حتى تبين لاحقاً أن القضية من تأليف وإخراج وإنتاج اللوبي الصهيوني الذي منع ما يقارب العشرة آلاف صهيوني يعملون في البرج من القدوم إلى وظائفهم صبيحة الحادثة .
وعلى أثرها قادت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب الاستباقية على ما اسمته الإرهاب القاعدي الذي يعد صنيعتها وعلى رأسه أسامة بن لادن الذي خبا بريقه وأوجدت محله جبهة النصرة وداعش وأخواتها وأبطالها البغدادي والجولاني وسواهم لخلق مبرر لاجتياح الوطن العربي وضرب ونهب مقدراته والشواهد ماثلة للعيان أمام الجميع في ليبيا والسودان وتونس والعراق وسورية التي أفشلت خططهم الإرهابية .
اليوم يريدون انتاج ذات المسرحية لكن برؤية وأسلوب آخر وبمكان مختلف ألا وهو الخليج العربي الذي يرفع الراية البيضاء للأمريكان ولم يكتف بذلك إنما الأمريكي يريد أن يضع يده على كل شيء من بحرها ونفطها ومصادر خيراتها .
التحليل المنطقي للأحداث يقول أن الصهيوني ومن ورائه من تيار الصقور في إدارة ترامب يريد أن يجر الخليج إلى صدام شامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتحقيق عدة أهداف أولها ضرب القوة العسكرية والاقتصادية والبشرية لإيران وتدمير اقتصاد المنطقة وبالتالي المزيد من القوات الأمريكية الغربية بدعوى حماية الخليج من التهديد الإيراني .
هذا هو المسلسل المحتمل الذي بات واضحاً للقادة الإيرانيين الذين يدعون في كل مرة إلى التهدئة والحذر والتدقيق فيمن المستفيد لتفويت الفرصة على الأمريكي المتصهين الذي يقرع طبول الحرب في المنطقة بالكامل .
رقم العدد 15711