بقلم عبد الكريم عبيد
” إن لم تستح فأفعل ما شئت..” حكمة تنطبق على واقع الحال في دول المال في الخليج وبعض العربان الذين يختبئون في عباءاتهم ليستروا سوءاتهم التي بدت واضحة للمواطن العربي من المحيط إلى الخليج الذي يرفض التطبيع والتعامل مع الاحتلال الصهيوني في حين يصر هؤلاء على العمالة والخيانة والتنكر لدماء الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن فلسطين التي تعيش في وجدان كل مواطن عربي حر .
تاريخهم حافل بالخيانة والغدر لكن الفارق ان اللعب والتواطؤ الذي كان بالأمس يتم تحت الطاولة وخلف الأبواب المؤصدة وفي الغرف المظلمة اليوم أصبح التعاطي فوق الطاولة لا بل وأمام عدسات الإعلام من فضائيات وصحف وإذاعات ومواقع تواصل اجتماعي وكأن بهم يتقصدون حشد أكبر قدر ممكن من المنابر الإعلامية حتى يروجوا لهذا الأسلوب من الخيانة والغدر الذي بلغ حده الأعظمي عبر تبادل الوفود بين عربان الخليج وكيان الاحتلال الصهيوني على المستوى الرسمي الذي سهل دخول هذا الداء السرطاني إلى جسد الأمة العربية .
إلا أن الذي يدفع إلى التفاؤل أن شعبنا العربي الحي في تونس والمغرب وكل البلاد العربية وحتى الخليج يرفض هذا التعاون وهذه الزيارات لأنها تدنس طهر أرض العروبة التي تعمدت بدماء أبطال صنعوا حرية وكرامة الأمة ودافعوا عن الأرض والعرض .
ولولا هذا الأيمان العميق الذي يشكل نواته الشعب العربي السوري الحي الذي يتزعم محور المقاومة والذي استطاع الصمود وأن ينجح في قيادة حراك شعبي جماهيري لأسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير واتفاق السادس عشر من أيار وأخيراً وليس آخرا ً صفقة القرن التي أريد لها أن تبيع القضية الفلسطينية والقدس في سوق المزايدات السياسية لكسب المزيد من النقاط التي تقربهم من ترامب ونتنياهو والمحور المتصهين في إدارة ترامب الذي قدم خدمات جليلة لكيان الاحتلال لم يحلم بها كعربون وفاء لاعترافه بالقدس العربية عاصمة لكيان الاحتلال ونقل سفارته إليها وغيرها الكثير الكثير التي تصب في صالح الاحتلال الصهيوني وبالتأكيد هذه لن تكون الأخيرة .
لذلك جاءت رشوة نتنياهو لترامب على انها عطاء من لا يملك إلى من لا يستحق ووصل به الأمر إلى ضغوطه المتواصلة على شركائه من دول الاعتلال العربي للمشاركة في مؤتمر البحرين وتوجيه الدعوة للصهاينة .
إنه مؤتمر التطبيع العلني وضياع حق الشعب العربي الفلسطيني في العودة إلى دياره لا بل وتوطينه في دول المخيمات والأدهى من ذلك يعترف هؤلاء الخونة بالكيان الصهيوني وتواجده على الأرض العربية .
أنه التنسيق المفضوح سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً والمرفوض من الشعب العربي الحي الذي تعلق عليه الآمال لأسقاطه .
ومن يقرأ التاريخ جيداً يرى أنه فيه عبر وعبر كبيرة وأن نهاية هؤلاء المتواطئين مثل أسلافهم تماماً الذين لفظهم الشعب العربي وبقيت راية الحق والعروبة خفاقة يتزعمها محور المقاومة بقيادة سورية والأشقاء الداعمين .
رقم العدد ١٥٧١٣