بقلم : حسن العجيلي
عندما تعترف وزارة التعليم العالي بأن الهدف من البحث العلمي غير موجّه للتنمية وبما يلبي احتياجاتها وأن الوطن بحاجة ماسة لتوجيه البحث العلمي بشكل منهجي وسليم وتطبيقي، فإنها تخطو بالاتجاه الصحيح من خلال الاعتراف بالواقع ومن ثم البحث عن حلول.
وحسناً فعلت الوزارة بإقامتها ورش عمل في مختلف الجامعات السورية لشرح خطتها لتطوير البحث العلمي ومن ضمنها ورشة العمل التي أقيمت أمس في جامعة حلب للتأكيد على توجيه البحث العلمي نحو حاجات التنمية وخطط الإعمار، وهنا يبرز السؤال عن باقي وزارات وقطاعات الحكومة هل تنحو منحى وزارة التعليم العالي في توصيف الواقع والاعتراف به …؟
الحقيقة حتى الآن لا مؤشرات على ذلك، فأغلب الجهات الحكومية -على الأقل في حلب -لم يسبق لها أن اعترفت بواقع عملها ولم توصّفه التوصيف الواقعي أو أن تؤشر على مكامن الخلل أو التقصير في عملها أو تقيّم خططها وتعرض بشكل علني التقييم أو النتائج.
إن اعتراف المؤسسات الحكومية بواقع عملها وتقييمه علناً والتوجه لتطويره والنهوض به بما يلائم حاجات الوطن والمواطن أولى الخطوات الجريئة التي يجب على مؤسساتنا أن تقوم بها مع تحليل الأسباب والاستفادة من نتائجها لوضع خطط جديدة من شأنها تلبية الاحتياجات الأساسية للمرحلة الراهنة ووضع اسس سليمة للمستقبل.
بكل الأحوال الاعتراف بالواقع وتقييمه يتطلب جرأة من الإدارات التي نأمل أن تتحلى بها وتحذو حذو وزارة التعليم العالي بما يتعلق بالبحث العلمي على الأقل.
رقم العدد 15727