بقلم : عبد الكريم عبيد
حقيقة هذا المصطلح عملت عليه الدوائر السياسية والإعلامية في دول الخليج وامريكيا وأوروبا بشكل مدروس ومنتظم و بدت هناك منظومة إعلامية سياسية تستند إلى خطط وبرامج استراتيجية قريبة المدى وبعيدة بهدف أحداث خرق وتشويه في تاريخ المنطقة بمعنى أن يتم قلب وتزوير التاريخ لتسهيل إجراءات اندماج الكيان الصهيوني في الوطن العربي وحتى يصبح جزءً من النسيج الديمغرافي والسياسي والجغرافي وذلك حسب ما يخطط الكيان المحتل ويدعمه المتآمر من بعض العرب عبر خطط وبرامج براقة مثل الشرق الأوسط الجديد وغيرها الكثير الكثير وآخرها صفقة القرن التي روج لها جاريد كوشنير صهر ترامب وتبناها تنفيذاً وانفاقاً وتسويقاً ابن سلمان عبر فريق عمل واسع النطاق يضم طيف واسع من السياسيين المشبوهين والإعلاميين والمؤسسات الضخمة التي ترتهن إلى المال النفطي الخليجي الذي جلب الويلات على الأمة العربية .
وكان الترويج أو التنفيذ الفعلي لهذه الصفقة عبر مؤتمر البحرين للتطبيع مع العدو الصهيوني الذي شاركت فيه مجموعة من الدول التي تدعي العروبة والتي تنصلت في هذا المؤتمر من فلسطين والقدس وقضية العودة وأسقطت حق الشعب العربي الفلسطيني التاريخي في أرضه .
الأدهى من ذلك وحتى تسير رياح التطبيع مع العدو كما خطط لها جاريد كوشنير وترامب وابن سلمان وجناح الصقور في إداراته عمدوا وما زالوا إلى جر المنطقة إلى صفيح ساخن من الخلافات والفتن والصراعات الطائفية والأثنية والعرقية وواقع حال الدول العربية ينبئ بصدق ما ذهبنا إليه .
فكل دولة مشغولة بمعالجة جراحها الداخلية مسقطة الاهتمام بفلسطين كقضية العرب الأولى و رفعت راية التطبيع عالياً ، باستثناء سورية ورغم جراحها والغدر الذي لحق بها من العربان لا تزال تضغط على الجرح وتصبر على ألامها تقاوم عاتيات الرياح والتآمر رافضة المساومة والمتاجرة بالقضية الفلسطينية ودائما موقفها الحاسم فلسطين قبل الجولان، شعارها المقاومة ثم المقاومة ثم المقاومة لانتزاع الحقوق المغتصبة . هذا الشعار تجسد منذ زمن بعيد من خلال التطبيق العملي الذي أنتهجه محور المقاومة والذي يمتد من طهران إلى بغداد ثم دمشق فبيروت والكل قال إن المعركة واحدة والمصير واحد والخطر يتهدد الجميع .
هذا التأسيس والبنيان المتماسك دفع الأعداء لأطلاق مصطلح العدو البديل بمعنى أن يصبح وحسب زعم المتآمرين اعتبار الصهيوني صديقاً وأن يتم استعداء الصديق الشقيق الإيراني الذي يقف كالجدار الصلب إلى جانب سورية والمقاومة في محنتها وكذلك حركات المقاومة دعماً بلا حدود وموقفاً لا يقبل المساومة .
وسخر الصهيوني والمتأمرك من العربان ماكينة إعلامية ضخمة لبث سموم طائفية وإثنية وعرقية حاقدة فقط لإذكاء نار الخلاف مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي وقفت وبصدق تدعم القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية معتبرة أن العدو الرئيسي أمريكيا وإسرائيل .
ملخص القول .. هناك خطط وبرامج بعيدة المدى تهدف إلى خلق حرب تلهب المنطقة وتحدث انقلاباً جغرافياً وبشرياً وسياسياً واستراتيجياً عبر تكريس مفاهيم وقيم وأفكار جديدة تمهد التطبيق لصفقة القرن وسواها.
إلا أن واقع حال الشعوب العربية وتنامي حركة الأحزاب والقوى القومية والوطنية الرافضة لكل هذه الطروحات يؤكد أن الصفقة ساقطة جملةً وتفصيلاً مادام هناك دول عربية مثل سورية ترفع لواء المقاومة وتقاوم الطغيان لتحقيق الانتصار الأكبر على الإرهاب وداعميه على كامل الجغرافيا السورية .
رقم العدد 15727