بحاجة الى دعم .. دار الفتاة اليتيمة عالم اجتماعي متكامل .. تعليم .. رعاية صحية .. حساب بنكي للنزيلات .. زواج

الجماهير / عتاب ضويحي
حكايات أحداثها واقعية وأبطالها حقيقيون شاء قدرهم وجبرتهم ظروفهم أن يضرسوا في حين أكل غيرهم الحصرم، أطفال وجدوا أنفسهم بلا مأوى بلا أهل بلا سند،
سنوات عجاف لم تمر عليهم مرور الكرام بل تركت في نفوسهم من الألم أقساه وأقصاه، منهم من غيب الموت أبويه وآخرين كان الفقر وقسوة الحياة سببا لتخلي أهله عنه، والأكثر وجعا من تركه ذويه ليمضي في حال سبيله دون أي حس بالمسؤولية، ليكون أمام هؤلاء الأطفال خيارين لا ثالث لهما إما الشارع أو دار رعاية الأيتام.
منذ ستينيات القرن الحالي وللآن لازالت دار الفتاة لرعاية اليتيمة تلعب دوراً كبيراً في احتواء اليتيمات وهي جمعية خيرية ذات نفع عام شهرت بالرقم/ 880/، فماذا تقدم الجمعية وأنواع الرعاية وماهي نشاطاتها وغيرها من المحاور. ؟؟
” الجماهير ” زارت الدار والتقت مع مديرتها المحامية جمانة مكي.
– الرعاية النفسية والاجتماعية للفتيات
تعتبر مكي أن الجانب الأصعب والأكثر حساسية هو التعامل مع فتيات مختلفات في كل شيء بالعمر والفكر والطباع حيث وجدنا صعوبة بداية في كيفية التعامل معهن لكن مع الوقت ولمس الجوانب الحساسة في شخصية كل فتاة واعتماد الحب والاحترام كأسلوب للتعامل استطعنا كسب ثقتهن كأم حقيقة لهن وليست بديلة يدفعنا احساسنا بالمسؤولية والواجب تجاه الفتيات.
أم لسبعين فتاة ليس بالأمر السهل لكن ما لاحظناه كشهود عيان من التفاف الفتيات حول ماما جمانة يغمرهن شعور الحميمية وكانت عيونهن تجيب عما نريد السؤال عنه، إلى جانب ممارسة عضوات وموظفات الجمعية دور الخالات وتختلف مسمياتهن فهناك الخالة المقربة والصديقة وبيت السر.
وتقول مكي: شهدت الدار تزويج أكثر من فتاة من الدار ومتابعة شؤونهن والاطمئنان على حياتهن العائلية ولا يقف الأمر على ذلك بل هناك تأمين لمستقبل الفتيات المادي حيث لكل واحدة منهن حساب بنكي لا يستطيع أحد تحريكه غير صاحب العلاقة تستفيد منه الفتاة بعد سن البلوغ وفي حال استقلت عن الدار.
ونظرا لاختلاف الأعمار بين الفتيات تلعب الأكبر سنا دور الأخت الكبرى في الرعاية والاهتمام والتوجيه، أما فيما يتعلق بالمأكل والملبس الاعتماد بشكل عام على التبرعات حيث يؤمن متبرعين ما تحتاجه الدار بشكل مستمر إلى جانب متبرع خاص بتأمين مادة الخبز بشكل يومي للفتيات والموظفين
– فتح سقف العمر للقبول في الدار
تقول مكي نتيجة للظروف الراهنة حصلت الجمعية على استثناء من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بفتح سقف العمر للفتيات لاستقبال أكبر عدد ممكن منهن ابتداء من عمر أربعة أشهر ولغاية أكثر من أربعة وعشرين عاماً.
وتضيف: يبلغ عدد الفتيات المنتسبات للدار ما يقارب السبعين فتاة قابلة للزيادة أو النقصان، منهن يتيمات الأبوين أو يتيمات الأم أو الأب وأخريات نتيجة الفقر وعدم القدرة على تأمين حياة كريمة من قبل ذويهن تم استقبالهن في الجمعية بعد الاطلاع بشكل مباشر والكشف على واقع الأسرة ومطابقتهن للشروط الأساسية من حيث سلامة العقل والجسم من أي إعاقة أو مرض معد، وبالنسبة للفتيات مكتومات النسب يتم تسجيلهن في دائرة النفوس بوجود أحد الأبوين أو بموجب وكالة من أحدهما.

– الرعاية المقدمة للفتيات
توضح مكي أن الرعاية التي تقدمها الدار تشمل عدة جوانب صحية وتعليمية واجتماعية ، وبالنسبة للرعاية الصحية لا يوجد طبيب مختص للدار لكن في حال المرض تذهب الفتيات برفقة مشرفة إلى أي طبيب مختص معهن كتاب من الدار يلتزم فيها متبرع من أصحاب الأيادي البيضاء بدفع تكاليف العلاج من معاينة ودواء وتحاليل ، أما الرعاية التعليمية تحرص الدار على تعزيز فكرة التعليم لدى الفتيات وضرورة متابعة تحصيلهن العلمي سواء من حيث تسجيلهن بالمدارس الحكومية أو الخاصة بعد كفالتهن من قبل بعض المتبرعين أو من قبل الدار نفسها وقد أثبتت الفتيات نجاحهن وتفوقهن ومتابعة دراستهن في الجامعة .
– النشاطات داخل الدار وخارجها
تقول مديرة الدار: تتنوع النشاطات بين نشاطات رياضية وفنية وأعمال يدوية وتعليم حاسوب ومهن خياطة وشعر وشطرنج وزيارات ترفيهية لمدينة الألعاب والمسابح والحدائق العامة وخلال شهر رمضان يتم دعوة الفتيات جميعا وبشكل يومي على موائد للإفطار من قبل جهات كثيرة بالإضافة لمشاركة الفتيات بالمهرجانات والفعاليات الثقافية والمسرحية ونشاطات فريق مهارات الحياة واليافعين التابع لمديرية الثقافة
– مطالب ومقترحات
لتحسين الواقع التعليمي للدار وزيادة المدخول المادي هناك جملة من المطالب والمقترحات كما ذكرت مديرة الدار منها :
دعم العملية التعليمية للفتيات وتزويد الدار بمعلمين متخصصين لتقوية وتحسين مستوى الفتيات الدراسي، وفيما يتعلق بالبناء فالحاجة ماسة لبناء دور ثان للمبنى والمشكلة في الدعم المالي لأن عدد الغرف الحالي عشر غرف فقط وهي لا تكفي عدد الفتيات الموجود والتوسع بالبناء الطابقي الثاني يساعد الفتيات أكثر ويخفف من الازدحام في الغرف إضافة إلى استقلال الفتيات الأكبر سنا والتمتع بخصوصيته.
أيضا الدار بحاجة لأثاث ذو نوعية جيدة يستمر أطول فترة ممكنة وهناك نقص في الحواسيب والموجودة قديمة ويوجد فيها أعطال كثيرة وتأمين سكن خاص ضمن الدار للفتيات ممن تجاوز سنهن شرط القبول وليس لديهن مأوى أو أهل وتوفير بناء لورشات الخياطة خاصة وأن الآلات موجودة.
وتشير مكي الى أنه يتبع للدار مدرسة (عائشة دباغ) مستأجرة من قبل مديرية التربية بقيمة لا تعود بالفائدة كثيرا على الدار لذلك نقترح بتحويلها لمدرسة خاصة بعد الحصول على موافقة وزارة التربية بما يعود بالمنفعة المادية أكثر للجمعية
كما يتبع للدار سوق مكون من 52 محل تجاري مستثمر نرى للمنفعة أكثر بتحويل الطابق الأرضي إلى صالات والطابق الثاني سكن خاص للفتيات واستثمار الأرض التابعة للدار بمشاريع خاصة يعود ريعها للدار الحاجة لسيارة تخدم تنقلات الفتيات.

– وللفتيات كلام
آية ذات الأعوام الستة تحب الدار كثيراً وترفض كغيرها من الفتيات بتسميته دار أو جمعية بل بيت الأسرة لما تحس به من حب وحنان.
يمان عشر سنوات حديثة العهد بالدار نظرا لظروف أهلها الصعبة وضعتها والدتها في الدار لتأمين حياة أفضل لها تقول أنا سعيدة بوجودي هنا فقد أصبح لي أخوات كثيرات.
آية ذات ال 24 عاما طالبة في الجامعة قسم اللغة العربية خلال وجودها في الدار من ست سنوات بعد وفاة أمها وتطوع والدها وأخيها لم يبقى أمامها وأختها إلا دار الفتاة لكنها سعيدة لأنها تعلمت الشعور بالمسؤولية وكيفية التصرف الصحيح مع المواقف الصعبة وترى في الدار سبب لنجاحها واحساسها بالأمان.
– كلمة لابد منها
ولما كان موقف اليتيم حساساً وحزنه كبيراً وفقدانه عظيماً فإنه من واجبنا الاهتمام باليتيم من الناحية الاجتماعية والعمل على دمجه في المجتمع لأنه جزء لا يتجزأ منه وألا يكون وجوده في الدار وكأنها وصمة عار على جبينه هي الظروف وحدها المسؤولة ووجوده في الدار أفضل من الشارع وما ينطوي عليه من سلوكيات منحرفة لسنا بصددها.
رقم العدد 15734

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار