الجماهير – حسن العجيلي
تأتي أهمية التدريب والتأهيل من كونه يهدف الى رفع سوية المتدرب لتلبية احتياجات مؤسساتية محددة، آنية أو مستقبلية ، تؤدي بالضرورة الى نتائج مهمة للارتقاء بالمنتج ، او مخرجات العمل .
من هنا فالتدريب لا يأتي اعتباطياً وإنما يحتاج إلى تخطيط علمي وخطة ممنهجة ، توضع ببراعة علمية وفنيّة وإدارية ، تقوم على تقدير الاحتياجات أولاً ، ووضع الرؤى اللازمة لتنفيذها تالياً ، و تحقيق عائد تدريبي وإنتاجية عالية تنعكس ايجاباً على أداء المؤسسة .
والسؤال هنا : هل حقق التدريب والتأهيل في مؤسساتنا غاياته والفوائد المرجوة منه من الناحية التطبيقية كأحد اهداف تطوير العمل بمختلف مستوياته …؟؟
للحقيقة فإن التدريب في مجتمعنا لم يأت بنتائج ملموسة على صعيد التطوير وزيادة الانتاجية بالشكل الأمثل الذي يوازي حجم الانفاق المالي على هذا البند المهم في عمل المؤسسة ،فكثيراً ما يتم الحديث عن أهمية التدريب المستمر للعاملين بمختلف المجالات ولكن لا يتم التطبيق على أرض الواقع ، وإن تم فيكون غالباً لتنفيذ خطة سنوية كأرقام، دون التركيز على تحقيق أهداف أو خطط مرحلية أو مستقبلية تنتج عن التدريب .
كما أن التدريب يكون غالباً غير ممنهج ولا مدروس سواء بما يخص المدربين وسويّتهم العلمية وخبراتهم التدريبية أو ما يخص برامج التدريب ، التي غالبا ما تكون بعيدة عن مجالات العمل المباشرة أو غير متاحة التنفيذ في المجال المحدد ، كما يتم في أحيان كثيرة الاعتماد على القدرات الذاتية للعاملين في المجال – موضوع التدريب – وخبراتهم العلمية والعملية لنقلها إلى زملائهم أو أقرانهم من العاملين في نفس المجال .
الحديث الدائم والمتكرر عن التدريب وأهميته لا يكفي ولا يملأ سوى فراغاً في قاعات الاجتماعات، ما لم يترجم الى عمل ضمن محددات ومعايير ومنهج يفضي بالنتيجة الى قطف ثمار.
وما نحتاجه اليوم لردم الفجوة الموجودة بين فعل التدريب ومخرجاته ، هو برامج وخطط مدروسة بما يسهم في تحقيق التنمية والتطوير بشكل حقيقي ، وهذا ما نأمل أن يؤخذ بعين الاعتبار في كافة المؤسسات وقطاعات الإنتاج .
رقم العدد ١٥٧٣١