مدير الثقافة : نهتم بتوثيق التراث اللامادي .. خطة لتأهيل المراكز الثقافية .. تأهيل الشباب مهنياً لسوق العمل من خلال معاهد الثقافة الشعبية
الجماهير/ نجود سقور
رغم الحرب والدمار وصوت القذائف استمرت مديرية ثقافة حلب في تقديم نشاطاتها ولو على نحو خجول أحياناً ، ولكن دوام الحال من المحال، إذ عادت حلب إلى سابق مجدها الثقافي رويداً رويداَ.
انطلاقاً من هذا كان لجريدة الجماهير لقاء مع جابر الساجور مدير الثقافة في حلب للتعرف على واقع الثقافة، والنشاطات المقامة هذا العام، والضرر الذي طال البنى التحتية للمراكز الثقافية إضافة لأهمية الثقافة في الحياة اﻻجتماعية.
بدأ جابر الساجور حديثه بالإشارة إلى إن عام 2019 كان عام ثقافة الحياة بامتياز، إذ كان حافلاً بالنشاطات والفعاليات الثقافية المتنوعة، من ندوات ومحاضرات وفن تشكيلي، وصوﻻً إلى المهرجانات والملتقيات والأمسيات المتنوعة.
وذكر أن عدد المحاضرات والأمسيات والندوات وصل إلى 171 نشاطاً ، و1969 ورشة عمل للأطفال، و7 معارض فنية، ومعرض الكتاب الذي انعقد من1نيسان لغاية 10أيار.
– المديرية والجمعيات الثقافية
وتابع: تعمل مديرية الثقافة بالتعاون مع كل الجمعيات والمنظمات التي تعنى بالشأن الثقافي والفكري، منها اتحاد الكتاب العرب، وجمعية العاديات، والجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون، وجمعية أصدقاء اللغة العربية، والجمعية الفلكية، ونادي شباب العروبة، واتحاد نقابة الفنانين، واتحاد شبيبة الثورة، ومنظمة طلائع البعث، وتدعم مادياً ومعنوياً هذه الجمعيات لتقديم أفضل الخدمات مثل التوسع بأقسام معاهد الثقافة الشعبية؛ لتأهيل الشباب مهنياً وزجهم في سوق العمل من خلال أقسام التصوير الضوئي، والخط العربي والحاسوب والقص والشعر والخياطة إضافة لمعاهد اللغات. وبين أن معهد صباح فخري يخرج مئات الطلاب سنوياً خلال مراحل الدراسة الست.
وعن دائرة التراث أجاب: تهتم بجمع وتوثيق عناصر التراث اللامادي من خلال إقامة الحفلات التراثية، كافتتاح ملتقى عمر البطش للموسيقا برعاية من وزارة الثقافة على مدار 5 أيام، إذ قدم نتاجات عمر البطش الموسيقية التي أغنت المكتبة العربية الموسيقية وجددت فيها.
وفيما يهم الطفل أشار قائلاً: تهتم مديرية الثقافة اهتماماً خاصاً بالأطفال أنهم عماد المستقبل من خلال تقديم برنامج مهارات الحياة والدعم النفسي الذي تدعمه وزارة الثقافة، بالتعاون مع اليونيسيف، والهدف منه استخدام التعليم عن طريق اللعب ،وتقديم أعمال مسرحية هادفة وافتتاح نواد صيفية في معاهد الثقافة الشعبية.
ولفت النظر أيضاً إلى مجلة الشهباء التي صمدت فترة الحرب وهي المطبوعة الوحيدة الصادرة حتى تاريخه، وتتناول الجوانب الثقافية واﻻجتماعية والتراثية في حلب، ويكتب فيها عدد من المهتمين بالشأن الثقافي، ولها حضور على امتداد مساحة القطر.
أما الخطط المزمع إقامتها في بقية العام فمنها مهرجان شعري للشاعر عمر أبو ريشة والأديب شكيب الجابري، وورشة جمع وتوثيق التراث اللامادي، وأيضا احتفالية يوم الوزارة 11/23من كل عام، والعروض السينمائية والمسرحية على مسرح العزيزية.
– رسالة الثقافة
وعن سؤالنا عن رسالة الثقافة وأهميتها أكد أن الثقافة تؤدي رسالة إنسانية مهمة، وتشكل الأساس في أي عملية تنموية لبناء الإنسان على أكمل وجه، الرافض لمنطق التعصب والتطرف. والثقافة تقوي الإحساس بالمسؤولية وحب الوطن، مضيفاً أن المجتمع الذي يخلو منه المثقفون سيبقى في حالة متدنية من اﻻرتقاء الثقافي.
– إعادة تأهيل المراكز الثقافية
وبيّن مدير الثقافة أن أكثر من ثلاثين مقراً لمديرية الثقافة قد تدمّر، هذه المراكز كانت زاخرة بالنشاط الثقافي على مدار العام وفقدت عدداً ﻻيستهان به من المثقفين وأصحاب الخبرة، ﻻفتاً أن المديرية بدأت بإعادة الإعمار وتأهيل دار الكتب الوطنية ومركز دير حافر من خلال الخطة اﻻستثمارية في حلب، وإعادة تأهيل مديرية الثقافة.
وختم بقوله: ليس غريباً على مدينة حلب الوﻻّدة بالشعراء كالمتنبي وأبو فراس الحمداني وعمر أبو ريشة ألا تستعيد زخمها الثقافي، فهي مدينة تنهض من تحت الركام لأن أبناءها حريصون على إعادة ألقها على الصعد كافة.
رقم العدد 15749