الجماهير – محمد العنان
هكذا استطاعت وزارة السياحة أن تخط طريقاً جديداً مختلفاً ومميزاُ عما عهدناه في برامج العمل الحكومي خلال العقود الماضية وقدمت خطة حتى عام 2030 لإعادة مساهمة القطاع السياحي في بناء الاقتصاد الوطني بعد أن كنا نسمع بالخطط الخمسية لدى معظم جهات القطاع العام .
ولا ننتقد ما قدمته الحكومات المتعاقبة من خطط خمسية في هذا القطاع أو سواه ولا نعتقد أن تلك الخطط لم تساهم في عملية التنمية الشاملة للقطاعات الإنتاجية والاقتصادية المختلفة إلا أننا شعرنا خلال فترة ما بالملل تجاه هذا المصطلح وتلك الخطط في الوقت الذي كانت فيه البلاد تحتاج الى تشريعات وقوانين تواكب المتغيرات والتطورات العالمية وبالتالي تحسين الواقع الاقتصادي .
خطة وزارة السياحة ( العشراوية ) اعتمدها مجلس الوزراء مؤخراً في إحدى جلساته الأسبوعية حيث تأتي هذه الخطة لإعادة مساهمة القطاع السياحي في بناء الاقتصاد الوطني عبر إعادة إقلاع المشاريع السياحية المتعثرة والمتضررة وتطوير السياحة الدينية والشاطئية والسياحة الداخلية الشعبية .
وعلى ذمة وزير السياحة إن هذه الخطة تتوافق مع مشغلات برامج سورية بعد الحرب ، حيث تستهدف الخطة الوصول الى100 ألف سرير و300 ألف كرسي إطعام و 9,6 مليون زائر وتأمين 104 آلاف فرصة عمل مباشرة بنهاية سنوات الخطة .
بكل الأحوال نحن ندعي بأن هذه الخطوة ، وهذه الخطة ، عبارة عن فكرة جريئة نتمنى ألا تكون مجرد حلم لا يتلاقى مع الواقع ، اذ نعتقد بأن تطوير الواقع السياحي لا يمكن أن ينضج ويؤتي أكله إلا في ظل تعافي الكثير من القطاعات الأخرى ، خصوصاً المتعلقة بالبنى التحتية وشبكات المواصلات والنقل والكهرباء وتحسن الوضع المعيشي خصوصاً أن ثمة تركيزاً على السياحة الشعبية والداخلية .
في هذا السياق نعتقد أنه بموازاة هذه الخطة ( العشراوية ) يجب أن تعمل الوزارات الأخرى لإنجاز خطط مشابهة للنهوض بالاقتصاد الوطني وأن تكون الخطط في إطار منظومة عمل حكومية متكاملة تلتقي ضمن أهداف واضحة بحيث تساهم كل وزارة في تطوير وتسهيل عمل الوزارات الأخرى .. وإلا سوف تصطدم هذه الخطط المنفردة بمنغصات وعقبات غير محسوبة أو أنها ستبقى حارج السرب أو زوبعة في فنجان .
رقم العدد 15752