بقلم : المحامي رشيد عبدالقادر
======
يا درة الشرق يا فرحي ويا ألمي
هل يشعل الفخر الا النور في الظلم
ألم تكوني حروف السفر تعبرها
جحافل النصر في تيه وفي شمم
كل الحضارات صيغت فيك وانطلقت
كواكبا قد سمت بالعلم والهمم
لقد غزانا أناس لا ابا لهم
كالسيل بلوى وقطعان من العدم
من فكرهم جبلت صهيون فانتثروا
على المباني وتحت الأرض كالرمم
شدوا الرحال الينا تحت رايتهم
سوداء-ليلاء- كالأشواك في الرحم
جاءت قريش مع الأعراب يصحبهم
ابو اللهيب وسفاح لسفك دمي
عقولها – الفسق والتدجيل – قد غسلت
وسطر الوهم فيها كل محتلم
دعوا اليهم رؤوس الكفر فانتشرت
من الأقاصي الى الجولان كالورم
لم يعرفوا الدين الا من دعاتهم
سيقوا الينا مع الأحلام كالغنم
الدين عندهموا قتل ومجزرة
لكل انثى وطفل بالرصاص رمي
فأي دين ترى بالقتل تنشره
ان الديانات نور العرب والعجم
فلا المساجد باسم الله نرفعها
ولا الكنائس روح القدس والكرم
فدمروها وباسم الدين يا ألمي
حتى المدارس اضحت ظلمة الظلم
فلا النواقيس رنت في مسامعهم
ولا المآذن صوت الحق في الأمم
جاؤوا الينا نكاح العهر في دمهم
والحرق والسحق والافراط في التهم
فمن هنا الزحف للأقداس يبدأه
وفي الجهاد – شعار – ثم للجلم
اقطع رقابا وهذا الفعل مبدأهم
ودمر الخير في الدنيا ولا تصم
فأنت عبد لتبر جئت تجمعه
والدين والخلق كالأمواج فارتطم
اجهز عليهم فما للنار مرحمة
ولتقلع العين والأوداج كالنهم
أما رأيت رسول الله يسأله
هلا شققت الجوى للفارس الندم
إن الشهادة باسم الله ينطقها
هي الملاذ- فحاذر وقفة الصمم
لكن – قفوا – هنا التاريخ سطره
أجدادنا الصيد فوق النجم والقمم
انظر الينا صلاح الدين وحدنا
ضد الفرنجة وانزاحوا الى العدم
وخالد الفتح والجراح قادتنا
الى القتال فإن الشبل في الأجم
ليس الجهاد نكاحا في مرابعنا
إن الجهاد بقدسي ثاني الحرم
فأطلقوها نفيرا نحن نعرفكم
فكم كتبتم جلال النصر كالعلم
يا حامي الأرض إن النار في كبدي
كما الأتون يذيب الصخر فاستلم
لا ترحم اليوم هم قد أعدموا وطني
باسم الاله – براء منهم – فقم
لن يطفئ النار قد جاؤوك في حلم
إلا الأشاوس سطر عالم القيم
وسل ترابي وسل ريحانة كبرت
أما سقاها أباة العز والشمم
فكل ذرة ترب في الفلا عرفت
دم الشهيد فكان النجم في علمي
أم الشهيد رعاك الله يا قدسا
فأنت شمس الدنا في عتمة الظلم
انت الحنان- فإن الله اكرمه
وفي الجنان وعند الحق فابتسمي
لقد حباه الرضا حي ويرزقه
وفي الخلود على وعد مع الكرم
فاستبشري النصر فرح سوف نحمله
والمجد والزهو والأفراح للأمم
يا درة الشرق يا شهباء لن تلدي
سوى الصناديد والاغراب للعدم
لم يعرفوا القهر فالإيمان علمهم
إنا رجال العلا والعز والكرم
فلا الطغاة أقاموا تحت غيمتنا
بل جرجروا الخزي والآهات في ندم
اما الجماعات في حيي فقد سرقوا
قوت العباد وداسوا شيخنا الهرم
لم يبق في الحي إلا نار حقدهم
اما المنازل عروها بلا ندم
لن ينصر الله من افتاؤه دجل
من حرف الدين بالقرطاس والقلم
إنا بنينا حضارات لنا عرفت
قبل المسيح فحاذر فعل منتقم
يا قمة المجد ناري ليس يطفؤها
حقد الحقود ونور الحق في قلمي
والشر كالليل افلاكي ستهزمه
ولن يعود فصبرا أخت معتصم
وشعبي العز يعفو عند قوته
فالله يرحم من قد ذل فابتسم
فاسمك اليوم يا شهباء زلزلة
به الفخار فتيهي قمة الهرم
ولتشعلي النور يا شهباء يا أزلا
فأنت اروع من يبقى ومن يدم
====
رقم العدد 15753