بقلم : بيانكا ماضية
أطلق اتحاد الكتاب العرب بدمشق ما أسماه (المشروع الوطني لتوثيق شهادات لقصص واقعية وثائقية من أبطال الجيش العربي السوري) مشيراً في بيان له أنه حرصاً على توثيق مقاومة السوريين البطولية ومعاناتهم وأوجاعهم، يرى الاتحاد ضرورة تسجيل هذا الوجه الإنساني من المقاومة، وأن هدف هذا المشروع جمع شهادات السوريين الذين شاركوا في مقاومة العصابات المسلّحة أو كانوا من ضحاياها، وتسجيل روايتهم بلغتهم لوضعها لاحقاً في مكتبة الأسد الوطنية بعنوان (شهادات على الحرب على سورية) لتكون مرجعاً للباحثين والكتّاب، وأن دور الكاتب يقتصر على تسجيل اسم راوي القصة وصفته وعمره ومنطقته وقصته من دون تدخل أو إيحاء، وسيكافأ الكاتب على هذا الدور إذ يعدّ نشاطاً ثقافياً له.
وقد عمّم الاتحاد على فروعه هذا الإعلان، ليصار لاحقاً إلى تعميمه على أعضاء الاتحاد للتواصل مع الشريحة المستهدفة من هذا المشروع بالإضافة إلى فروع مكاتب الشهداء في المحافظات وكتابة قصصها وفق رواية أصحابها من دون زيادة بلغة عفوية كما وردت، وطرح الاستفسارات والأسئلة التي تساعد في الحصول على المعلومات، وأخذ صور للراوي وللشهيد أو الجريح.
وكذلك التعميم على الجمعيات والمؤسسات المعنية بمساعدة جرحى الحرب وأسر الشهداء للاستفادة من خبرتهم، ومن ثم تسمية فريق عمل مرتبط بالمنسق العام للمشروع الذي يسميه رئيس الاتحاد.
ونحن إذ نرى أهمية هذا المشروع الوطني الذي يوثّق الأحداث والقصص المأساوية التي مرّ بها أبناء سورية، لما تعرّضوا له من معاناة وآلام وعذاب وقهر، ومقاومتهم لما استخدمته معهم العصابات المسلحة من أساليب تعذيب؛ لتدوينها بلسان رواتها، نجد أنه لابد من أن يشارك اتحاد الصحفيين في سورية بهذا المشروع الوطني المهم، لأن عملية التوثيق هذه، وخاصة عملية تسجيل الأحداث بلسان أصحابها ومن ثم عملية التفريغ، هي أقرب إلى العمل الصحفي منه إلى عمل الكتّاب، وخاصة أن المطلوب لهذا المشروع عدم تدخّل الكاتب وإنما تسجيل القصص والأحداث كما هي وفق رواية أصحابها، وما من شكّ في أن الكثير من الصحفيين قد سجّلوا شهادات من أصحابها توثّق هذه المرحلة المهمّة من تاريخ الحرب على سورية.
هو عمل شاق بالتأكيد ولكنه يتطلب جهوداً متضافرة لأجل إتمامه، ليكون ناطقاً باسم السوريين جميعهم، دون زيادة أو نقصان ، فهو شهادات حيّة مهمة في ظل سعي كتّاب وصحفيين آخرين إلى تشويه صورة هذه المقاومة، والتعتيم على الصورة الناصعة لها، وكتابة الأحداث بلسان خونة الأرض والعرض، بما لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة، ولا يمتّ إلى واقع هذه الحرب ذات الثماني سنوات، والتي لاقى فيها أبناء سورية أبشع أنواع القهر والألم والعذاب على أيدي ما أسموا أنفسهم (معارضة معتدلة) حملوا السلاح لقتل البشر وتدمير الحجر وسرقة ثروات البلاد.
هي مجرد فكرة نطرحها في هذا السياق؛ ليكون المشروع مكتملاً متكاملاً، وبأيدي السوريين أنفسهم، إذ آن الأوان لأن يكتب السوريون أنفسهم تاريخهم المعاصر، وهو تاريخ مشرّف في عمر الحرب التي تكالب عليهم فيها قاتلو الروح الإنسانية وسارقو أوطانهم وكل وحوش الأرض التي هبّت من كل حدب وصوب لمحو هذا التاريخ والعمل على اندثاره، وقتل الإنسان السوري المقاوم، تحقيقاً للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.
رقم العدد 15761