الجماهير – عبد الكريم عبيد
على مدى ثلاثة أيام من الاجتماعات بين الأمريكان والأتراك خرجوا بمصطلح “المنطقة الآمنة ” الأمر الذي صنفه الشعب السوري والقيادة السورية بأنه اعتداء على الأرض والسيادة السورية وأن شمال سورية أرض عربية سورية ستعاد إلى حضن الدولة بعد تطهيرها من جميع الميليشيات والمجموعات الإرهابية المدعومة من الأتراك والأمريكان وستهزم كما هزمت أدوات الإرهاب في كل البقاع السوري .
إنها سابقة وقحة في تاريخ العلاقات الدولية تنال من سيادة واستقلالية دولة ذات سيادة ومؤسسة للشريحة الدولية والأمم المتحدة .
أردوغان وحزب العدالة والتنمية أرادا من خلال هذه الحركة أن يرفعا أسهمهما التي بدت في تراجع واضح وبخاصة في إعادة الانتخابات لبلدية إسطنبول والتي حققت فيها المعارضة فوزاً كاسحاً للمرة الثانية
فهذه الحركة المكشوفة التي يدعي فيها زوراً وبهتاناً أنه يريد أن يعزز الأمن القومي التركي لرفع أسهمه الانتخابية .
هي محاولات بائسة لأن الجميع يدرك أنه عندما كانت الحكومات التركية المتعاقبة على علاقة طيبة مع دمشق وطهران وبغداد وتحافظ على الاتفاقات الموقعة شهد الأمن التركي تعزيزاً واضحاً انعكس على الواقع الاقتصادي والاجتماعي والتنموي في البلاد في حين عندما خطف حزب العدالة والتنمية وأردوغان تركية باتجاه الاخونة تزعزع الأمن التركي وحدث الكثير من التفجيرات والاختراقات الأمنية. أنه يريد أن يقنع ناخبيه وأعضاءه بنظريهً مفضوحة ومكشوفة أمام الرأي العام التركي .
في حين أن الأمريكي يريد أن يلعب على الأوتار ويداعب خيال التركي الذي ذهب إلى تصديق هذه الأكذوبة في محاولة منه لإبعاده عن الجانب الروسي الذي نجح في توقيع اتفاقات وبروتوكولات اقتصادية وعسكرية أزعجت الأمريكي وحلف الناتو بشكل صريح وآخرها صفقة الصواريخ /S 400 / الروسية المتطورة جداً والتي قابلها الأمريكي فوراً بوقف التعاون في مجال اتفاقات الطائرات ف/35/ الأمريكية التي تعتبر أنقرة أنه من حقها امتلاك مثل هذه الطائرات .
وبالرغم من كل ما حدث ما هي فرص نجاح هذا الاتفاق التركي الأمريكي في التفاوض لإقامة منطقة على أرض سورية لا يستطيع لا التركي ولا الأمريكي أن يتجرأ على إحداثها وإن عمل كل هذا الضجيج الإعلامي .
المشهد العام يؤكد أن هذا الاتفاق ” ثمنه صفر ” ولا يساوي الحبر الذي كتب فيه لأسباب متعددة .
أولاً : أن القيادة السورية والجيش العربي السوري الذي دحر الإرهاب من /80/% من الأرض السورية قادر على أن يخوض معارك لتطهير ما بقي من الأرض السورية يعاني من الإرهاب وذلك سلماً أو حرباً .
ثانياً – حلفاء سورية –روسيا-ايران – الصين الكل يتبنى موقف القيادة السورية بأن وحدة وسلامة الأرض السورية خط أحمر ولا نقاش فيها اطلاقاً – هذا موقف مبدئي وواضح من الجميع والتركي والأمريكي يعرف هذه الحقيقة تماماً,
ثالثاً- الأتراك أنفسهم يعرفون مدى خطورة هذا الطرح لأنه عبارة عن قنبلة موقوتة على الحدود التركية وستنعكس نتائجها على الداخل التركي والأحزاب المعارضة والشعب التركي بدأ يتحسس لهذه المسألة ويشعر بخطورتها في حين العدالة والتنمية وأردوغان يريدان أن يرضوا طموحات الإخونة في داخلهم .
رابعاً- بيان الخارجية السورية وكلام الدكتور الجعفري في مجلس الأمن واضح وصريح ولا مهادنة مع ما طرح اطلاقاً لأنه عدوان على السيادة السورية والأرض السورية .
بالمختصر أُريد لهذا الاتفاق أن يعيد الألق إلى أردوغان وحزبه الذي أفل نجمه وهبطت شعبيته والانتخابات القادمة تؤكد أنها لن تكون في صالحهم ….. و الأيام ستشهد .
رقم العدد ١٥٧٦٤