الجماهير/ مصطفى رستم
لم تمنع ضعف شبكة “الأنترنت”، “أم عمر” من إجراء مكالمة (فيديو) بصورة مشوشة، وصوت متقطع مع ابنها المقيم في ألمانيا، مكالمة واحدة عبر برنامج (الواتس أب) كانت كافية لأن تزرع بسمة على وجه أم فارقت ابنها لأكثر من أربع سنوات، أثلجت صدرها مباركاته، دموعها المنهمرة ترافقت بدعائها له وطلبها المتكرر أن يهتم بنفسه.
حال هذه الوالدة يشبه كثيراً حال السوريين في أول يوم (عيد الأضحى المبارك )،، كلمات المعايدة التقليدية بينهم تخرج وفيها (غصه) الحرب ونقمتها ، ألم يعتصر قلوب السوريين، و(حسرة) على عيد فقد كل بهجته ودفئه وحلاوته في النفوس، يتساءل السوريون: ما الذي تغير!؟ هل العيد أم الناس أم الزمان؟
(كل عام وأنتم بخير) باتت تصل هاتفك المحمول عبر برامج وتطبيقات (الماسنجر، الفيس بوك، الواتس أب، انستغرام وغيرها )، هكذا السوريون يعايدون بعضهم بعضاً في الشتات، بعد نزوح الملايين من الشباب والعائلات، هكذا بات التواصل الاجتماعي في أكبر، وأضخم مناسبة اجتماعية يعرفها السوري ألا وهي (العيد) يقول “رامي” 23 عاماً: “وصلت السويد منذ عامين، وكل الأعياد التي مررت بها كان لـ (الواتس أب) الفضل الأكبر في تواصلي مع أهلي”.
مشاعر الفرح والمعايدات بين السوريين بالداخل والخارج تم اختصاره بـ (ماسجات) جاهزة تحمل هذا العام صورهم أو صورة ورود أو خروف وغيرها، وترسل عبر برامج وتطبيقات الهاتف المحمول.
لم يفقد السوريون في الخارج وحدهم متعة (المعايدة) عبر (الزيارات الشخصية) بل إن السوريين بالداخل أيضاً فقدوها منذ زمن، فالمعايدات التقليدية، عبر زيارات الأهل والأصدقاء أيضاً تقلصت كثيراً لدرجة لا توصف رغم أن الحرب انحسرت، يتذكر “أبو إبراهيم” المدرس السابق أنه كان ينتقد أمام طلابه رسائل الأجهزة الجوالة ((SMS منذ أكثر من عقد من الزمن كونها ألغت حالة التواصل في العيد ولكنه اليوم يُفاجأ بما يجري من معايدات إلكترونية (لا طعم لها ولا روح) حسب قوله.
“أم شادي” لها رأي مختلف لتؤكد على الناحية الإيجابية لـ (السوشيل ميديا) في التواصل مع أبنائها وأهلنا في المغترب وتذكر المثل الشعبي القائل (رضينا بالهم والهم مارضي فينا) وتنتقد سرعة شبكة الأنترنت السورية التي تجاري بقليل سرعة السلحفاة “أكتب الرسالة ، وأنتظر ظهور الخطين الأزرقين في الواتس لأتبين من وصولها”. ويبقى . (جار الإرسال).
رقم العدد ١٥٧٦٥
قد يعجبك ايضا