الجماهير ـ محمد العنان
عندما يقول أحد المسؤولين أنه لا يحق للمواطن أن يستلم أقل من (200) ليتر مازوت لهذا الموسم ، ويتبعه تعميم آخر أن الكمية ستجزأ على دفعتين كل دفعة 100 ليتر سيكون لزاماً علينا أن نقول : ( عصفور باليد أحسن من عشرة ع الشجرة) !!!
وعندما يصدر قرار من المؤسسة العامة للمحروقات منذ اكثر من شهر حول توزبع مازوت التدفئة في الاول من ايلول الحالي ولا يتم تحديد آلية التوزيع حتى الان .. رغم ان الدفعة الاولى 100 ليتر فقط .. (ويعلم الله امتى منحصل عالدفعة التانية اذا حصلنا على الدفعة الاولى اصلا ) فإننا غالبا (رح نواجه ونحارب البرد ونمسك بالدبكة ونغني : عالهوارة الهوارة )!!
وعندما يستنفر مدير إحدى المؤسسات الحكومية بسبب قيام إحدى الزميلات الصحفيات بالاستفسار حول موضوع ما ويقيم الدنيا ولا يقعدها وهي تمارس عملها الطبيعي وتحمل بطاقتها الصحفية وتبحث عن معلومة طبيعية تسهم في ( التطبيل والتزمير ) لهذه المؤسسة ، ومع ذلك هناك من أعاق عملها الصحفي رغم كل التعاميم الحكومية بضرورة تسهيل العمل الإعلامي ، فإننا بالمقابل نقول : ( كيف لو كانت المعلومة التي طلبتها الزميلة تتعلق بقضايا سلبية في هذه المؤسسة أو تلك ؟! وهو جزء من عملنا الصحفي أيضاً ؟!).
بالتأكيد كنا سنواجه ” أبو نادر و ياهما لالي ” وأصواتنا ستصل إلى قبرص وربما إلى مالطا “..
والأهم من ذلك كله : فعندما يستيقظ الدولار كل يوم ويأخذ ” حبة فياغرا ” في كل صباح ويرتفع ويرتفع ويرتفع .. وتحذو حذوه كل المنتجات من قرص الفلافل وعلبة الزيت واللباس المدرسي والكتب والدفاتر والأحذية والأدوات الكهربائية والالكترونية وكل تفصيل في حياتنا وصولاً إلى الذهب الذي وصل إلى سعر فلكي غير مسبوق دون أن نسمع أو نقرأ أو نشاهد أي مسؤول حكومي أو حاكم مصرف سورية المركزي ليواجه هذا التسونامي الذي يعصف بحياة الفقراء وبعض الأثرياء .. عندها سنغني مع عبد الحليم حافظ : “إنا نتنفس تحت المااااااء .. إنا نغرق نغرق نغرق”.
رقم العدد 15786