الجماهير / بقلم : عبد الكريم عبيد
زمن العربدة الصهيونية ولى إلى غير رجعة …..! ذاك الزمن الذي كانت فيه طائرات الكيان الصهيوني تخترق الأجواء وتصل إلى تونس وتغتال خليل الوزير أبو جهاد في نهايات القرن الماضي وأيضاً إلى العراق وإلى كل نقطة هي حسب زعمها هدف لها هذا الزمن بات من الماضي .
اليوم المقاومة وداعميها من لبنان إلى سورية إلى العراق وكذلك إيران غيروا قواعد اللعبة وكسروا قواعد الاشتباك .
وصارت المقاومة عندما تتحدث على لسان قادتها تكون موضع ثقة أولاً وتقدير ثانياً وأن تهديدها واقع لا محال ثالثاً.
وهي من تحدد الزمان والمكان والهدف وفق قواعد وأسس استراتيجية حتى العدو لا يستطيع أن يتكهن بها .
نعم قواعد الاشتباك تغيرت لا بل تحطمت تحت أقدام الرجال المقاومين الذي قهروا الإرهاب في سورية وداعميهم وهزموه على الجغرافية السورية .
عندما تحدث بالأمس أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله وأكد أن الرد آت لا محال .
كان هذا القول محط تفكير وتحليل كبيرين لدى قادة الاحتلال وكذلك محلليهم ومفكريهم السياسيين حيث تَركَ الباب “موارباً” كما يقال ومارس حرباً نفسية رهيبة على جنود الاحتلال والصهاينة أيضاً لدرجة أن الشمال من فلسطين المحتلة تم شله تماماً إذ لا حياة فيه وهم يفكرون كيف سيكون الرد …؟ وأين سيكون ..؟ ومتى سيكون …؟
أربك القادة الصهاينة وظهر زيف نتنياهو الذي حاول عبثاً طمأنة قادته وجنوده والصهاينة أيضاً . إلا أنه فشل في ذلك ….
لا بل والأدهى من ذلك أنهم أتهموا نتنياهو من خلال عملية الطائرات المسيرة في الضاحية الجنوبية أنه أراد أن يرفع أسهمه الانتخابية ويُحسن صورته لدى الشارع الصهيوني ، حيث ظل يعمل على هذه الشاكلة إلى أن جاءت عملية ثكنة افيفيم والتي نفذتها مجموعة الشهيدين :حسن زبيب وياسر ضاهر لتكشف زيف وكذب نتنياهو وبخاصة عندما صرح أنه لا توجد إصابات بين جنود الاحتلال في حين ظهرت في الفيديوهات التي تناقلتها وسائل الأعلام أن هناك أصابات لا بل وقتلى أيضاً .
رد جاء في وضح النهار وبشكل مدروس وهادئ ومباشر في عمق الشمال من فلسطين المحتلة على مقربة من ثكنة عسكرية .
وبالتالي القناعة المطلقة صارت عند الصهاينة على اختلاف مستوياتهم العسكرية والمدنية أن المقاومة إذا وعدت وفت وإذا هددت فعلت وإذا أقسمت صدقت .
لأنه الوعد الصادق الذي بات يخشاه الصهاينة وداعميهم وتحطمت بموجبه قواعد الاشتباك وصارت المبادرة بيد رجال المقاومة .
رقم العدد 15787
منطقة المرفقات