الجماهير/ بقلم :عامر عدل
للوهلة الأولى خلتها أفلتت يدي متجهة بسرعه للقاء احدى زميلات مقعد الدراسة وهو فعل طبيعي لطفلة لم تتجاوز ٩ سنوات من عمرها إلا أن اللقاء لم يكن كما خيّل إلي بل كان مع معلمتها .
مشهد استغرق ثوان قليلة لكنه كان يحمل في جعبته معان كبيرة ودلالات عظيمة زرعتها تلك الملهمة في روح تلميذتها .
لم أكن متوقعا كمية الحب المزروعة في قلب ابنتي تجاه معلمتها إلا بعد حصول تلك اللحظات العفوية .
هذا المشهد الذي كانت بطلته تلك المعلمة تم اخراجه بشكل عفوي لكن التحضير له استمر على مدى عام دراسي كامل.
عندها أيقن قلبي وبصري أن كادرنا التعليمي مستمر بعطاء الروح قبل العقل وهذا مايثبت تطبيق المقولة الشهيرة التي قرأتها في إحدى القصص (الطفل يتعلم ممن يحب ).
نحن أحوج الآن وليس بعد الآن لتعميم هذا المشهد في نفوس أطفالنا وهذا يتطلب من معلمينا زرع بذور المحبة، فسنوات الحرب حملت ماحملت من آثار سلبية وأصابت روح الطفولة في صميمها لكنها ستزول بفضل اولئك الملهمين الذين يعيدون بناء جيل سليم معافى بالروح ثم العقل.
وهنا اتساءل كم احتاجت تلك المعلمة من جهد وكم كانت كثيرة العطاء لخلق هذا المشهد رغم كافة الأعباء التي تتحملها.
تنويه: هذا المشهد تم اخراجه في احدى مدارسنا الحكومية.
رقم العدد 15788