الجماهير / بقلم حسن العجيلي
في دوامة البحث عن حلول نبقى محاصرين بأطفال يلتفون حولنا يلحقون بنا لعشرات الأمتار وربما اكثر ويسمعوننا عبارات مختلفة ” كرمال الله ما معي مصاري – عطيني حق صندويشة – الله يخليلك ولادك – الله يخليلك مرتك … الخ ” وغيرها من جمل استعطاف التي يتقنونها مع تمرسهم وتأقلمهم بهذا الوضع الاجتماعي .
الأطفال المتسولون ظاهرة موجودة في مجتمعنا وازدادت بفعل الحرب الإرهابية التي تعرض لها وطننا والتي خلفت أسراً بلا معيل وأطفالاً فاقدي الرعاية الأسرية وغيرها من الحالات الاجتماعية التي تستوجب التوقف عندها طويلاً ودراستها دراسة معمّقة وإيجاد الحلول لها سواء أكان التسول بسبب عوز مادي أو كان مهنة تقف خلفها عصابات تشغيل الأطفال -سواء من ذويهم أو غيرهم – ، والدراسة الجدية النقطة الأساس في أي ظاهرة موجودة في المجتمع سواء اجتماعية أو اقتصادية أو خدمية .
من خلال ” تحقيق صحفي ” أجرته إحدى الزميلات والذي حاولت فيه سبر وجهات نظر ورؤى العديد من الجهات ذات الصلة فإن أغلب الجهات التي التقتها الزميلة ومنها ما هو معني بالظاهرة اكتفى بالتوصيف والمطالبة بالتنسيق بين جميع الجهات ووضع خطط شاملة وبعضها رمى الكرة بملعب الآخر والبعض الآخر تساءل عن إمكانية إيجاد حل جذري للظاهرة ، المشترك بمختلف الرؤى ووجهات النظر أن أغلب الجهات ذات العلاقة تطرح الموضوع وكأنها غير معنية به وتؤكد على أهمية التنسيق ، الأمر الذي يقودنا– وبحسب كلامهم – إلى غياب التنسيق بينهم ووضع رؤية شاملة وخطة قابلة للتنفيذ .
لن نقول أننا نريد أن تقضي على الظاهرة بالمطلق في الوقت الراهن ” إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع ” ولكن أن نحد منها بشكل متواتر لنصل إلى نتيجة نهائية محددة بفترة زمنية نكون قد تخلصنا من هذه الظاهرة وعملنا إيجاد واقع أفضل للأطفال ورسم مستقبل جيد لهم بدل أن يضيع على أرصفة الشوارع ، وأن تعمل الجهات ذات العلاقة على التنسيق الفعلي فيما بينها وأن تطبق الخطط والبرامج التي تتفق عليها وإلا سيتحول التسول من ظاهرة اجتماعية إلى تجارة مسجلة في سجل المهن ، ونقول هنا للمعنيين بهذا الشأن ” مشان الله ما بدنا ياها توصل لهون ” .
رقم العدد ١٥٧٩٠