الجماهير / حسن العجيلي
ذات المعاناة وذات المشهد يتكرران مع كل موسم وكأننا ندور بدوامة واحدة أو كأننا من هواة عيش المشكلات الخدمية بصورة أو بأخرى .
ومع بداية العام الدراسي والتحضير لموسم الشتاء تظهر هذه الصور بشكل جلي وواضح في مشهد يعكس أننا لم نستفد من كل ما مررنا به خلال السنوات الماضية وخاصة سنوات الأزمة التي يجب أن تكون قد صقلت خبراتنا وعملنا في التعاطي مع أي شأن خدمي يهم المواطن .
الدليل على ذلك ما شهده مجلس المحافظة في يوميه الثاني والثالث من مناقشات أعضائه ، فحول الواقع التربوي تكررت تقريباً ذات المطالبات التي كانت تطرح في بداية كل عام دراسي من طلب صيانة مدارس ونقص في الكتب والتجهيزات والكوادر ، وكذلك هي الأجوبة ذاتها من مديرية التربية حول الخطط والإمكانات وزيادة الكثافة الطلابية وافتتاح مدارس جديدة وكأن ما يحدث هو أمر طارئ ما يعكس قصوراً في التخطيط على أقل تقدير .
وفيما يتعلق بالمشتقات النفطية كذلك تكررت ذات المطالب من ضرورة توفيرها بيسر وسهولة والإسراع بتوزيع مادة المازوت المنزلي ومعايرة الصهاريج وفتح نوافذ جديدة لمنح البطاقة الذكية ” التي هي الشيء الجديد والذي يضبط توزيع المشتقات النفطية ” ، لكن اللافت في الأمر هي كذلك أجوبة مديرية فرع محروقات حولها بأنها تجربة جديدة وعلى حد قول المعنيين فيها – تجربة جديدة خلينا نجرب ونشوف – وهنا كما يقال ” مربط الفرس ” وكأننا لم نعش خلال سنوات الأزمة اختناقات ومشاكل في توزيع المشتقات النفطية ،وأن الأمر طارئ وكأن المواطن هو حقل تجارب .
” خلينا نجرب ” وغيرها من المصطلحات التي تكون محل أجوبة المعنيين إضافة إلى الإمكانات المتوفرة والتي يعيها مواطننا الصامد والمتمسك بوطنه لن تفيد في ستر عورة الجهات الخدمية خاصة ما يتعلق بعدم استفادتها من دروس سنوات الأزمة ، مع التأكيد على أن المواطن ينتظر حلولاً أفضل تكون مدروسة بعيداً عن التجريب .
رقم العدد ١٥٨٠٢