الجماهير – رفعت الشبلي
على أنغام ” شد الهمة يالله يا انسان ..نجني القطن ونجني الحب و نجمع الغذاء ” تقدمت الفارسة سيرينا بيطار إلى وزير الزراعة و الاصلاح الزراعي للاستئذان ببدء العرض الكرنفالي لمهرجان القطن .
في هذه اللحظات سرح بي الخيال كيف كان أبي يسابق طلوع الشمس ليصل حقول القطن و يقطف ازهارها وهي تحمل على تيلاتها المتوسطة قطرات الندى .. كيف كانت امي تحمل ” الزوادة ” على رأسها لتمشي بجد حتى يصل الطعام إلى أبي و باقي الفلاحين معه طازجا و من نفس طيبة .
في موسم قطاف القطن لا تسنح لأبي الفرصة أن يحلق ذقنه نتيجة العمل المتواصل، بينما كانت الدشداشة و العقال يزينان رأسه المرفوع بشموخ الأرض وطهراً بيديه من كثرة العمل قد يصل الى طهارة الأنبياء .
كانت النسوة مع الرجال يتبارون ” بالعتابا و السويحلي و الموال والأغاني التي تزيد الحماس بين عمال القطاف ” من هذه الاغاني ” الريم الي عندكم يا اخوي ما تظني العلة يلي بالقلب أخاف تكتلني ، البطن مثل الغزال ابيض من القطني و العين سودة اش حلا و الشفة وردية ” وكلهم يحملون في جوفهم قلبا ببياض القطن .
كوكبة العمال التي شاركت باللباس الأزرق أعادت إلينا ذاكرة ” عمال من أجل الثورة ..عمال للوحدة الكبرى .. عمال لاجل الحرية عمال لاجل الاشتراكية ” .
وأنا اتابع العرض الكرنفالي استغرقت في الخيال والذاكرة ، كانت دموعي تتساقط ” ربما فرحا ” حتى نسيت اني جئت إلى العرض صحافيا لتغطية الحدث ، إلى أن قطع علي شرودي اتصال أمانة التحرير معي .. طالبا الخبر العاجل مع الصور .!!
رقم العدد 15819
قد يعجبك ايضا