استمرار عمليات ترميم كنيسة بيت إيل للأرمن البروتستانت .. سليميان : الأرمن جزء لا يتجزأ من النسيج السوري ومحاولات تشتيته باءت بالفشل

الجماهير- انطوان بصمه جي
بين الإبادة الأولى التي تعرض لها الشعب الأرمني على يد العثمانيين عام 1915 وما شهدته مدينة حلب من محاولات حثيثة لنشر التفرقة بين أبناء المجتمع الواحد ما هي إلا سيناريوهات متكررة لتهجير المكون الأرمني وضرب أعمالهم ونشاطهم التجاري والحرفي المشهود له ، لتتابع مسيرة وجودهم وإثبات الذات على يد الطائفة الأرمنية في إعادة تأهيل ما تضرر من دور عبادتهم ومدارسهم ، والسعي إلى لم الشمل للعائلات المتبقية ومتابعة أحوالهم ، إذ تستمر عمليات ترميم كنيسة ( بيت إيل ) التابعة لطائفة الأرمن البروتستانت في حي تلفون هوائي.
“الجماهير” التقت القس هاروتيون سليميان رئيس طائفة الأرمن البروتستانت في سورية الذي قال: ” إن الجهود مستمرة للعمل على إعادة ترميم كنيسة بيت إيل الكائنة في حي التلفون الهوائي التي بنيت عام 1922 بعد هجرة الأرمن من أرمينيا التاريخية جراء المجازر الأرمنية على يد العثمانيين في 1915 ووصول الأرمن إلى الأراضي السورية ومنها مدينة حلب وغير من المدن الحسكة ودير الزور ووصل عدد قليل منهم إلى حمص ودمشق”.

ترميمات جزئية خلال سنوات الحرب الإرهابية
ويضيف رئيس الطائفة أنه خلال سنوات الحرب الإرهابية السوداء الماضية والتي امتدت لأكثر من 8 سنوات على مدينة حلب اعتمد أعداء سورية الحقد الدفين بأفكارهم وأفعالهم واستراتيجياتهم ، ونزول بعض القذائف (أكثر من استهداف) على سقف كنيسة بيت إيل للأرمن البروتستانت بقياس 20X30 متر ، وكانت عمليات الترميم بشكل جزئي في كل مرة يتم الاستهداف بصاروخ أو اسطوانات الغاز المعروفة باسم قذائف جهنم ويتم خلالها الترميم بعد مضي شهر من الاستهداف لكن الترميم الجزئي لا يعطي الضمان لاستمرارية النشاطات الروحية وتم أخذ القرار بإعادة التأهيل الشامل وذلك قبل دخول فصل الشتاء ، مضيفاً أنه خلال شهرين ستكون أعمال الترميم منتهية.
مستوصف خيري
ويلحق بالكنيسة مستوصف خيري طبي (يقدم خدمات شبه مجانية 200 ليرة مقابل كل معاينة طبية) وأدوية مجانية بالكامل لكافة شرائح المجتمع ، إضافة إلى تقديم دورات تدريبية وتوعوية بالتعاون مع المنظمات الشعبية مثل اتحاد شبيبة الثورة ، ووجود المعهد الموسيقي منذ 12 عاماً ضمن التجمع بإشراف أساتذة نخبويين وبقي مستمراً طيلة فترة الحرب ، وتم افتتاح مرحلة قبل الروضة لفتح المجال أمام الأمهات اللواتي يعملن لمساعدة أزواجهن ، وفي الوقت الحالي يتم بناء خاص بحضانة الأطفال وهي المرحلة التي تسبق الروضة.

ترميم 4 مدارس بحلب
ويؤكد القس سليميان تعرض معظم الكنائس للاستهدافات المتكررة فقد تعرضت كنيسة عمانويل في حي العبارة وتم ترميمها بعد الانهيار التام الذي تعرض له سقفها ، إضافة لترميم 4 كنائس أرمنية في منطقة كسب المعروفة بالتواجد الأرمني الكثيف ، بالإضافة إلى ترميم 4 مدارس في حلب (ثانوية الحياة الخاصة- مدرسة الرسالة الخاصة- معهد حلب العلمي الخاص للبنات- مدرسة العهد الجديد) بعض تعرض الصفوف والقاعات والمخابر للأعمال الإجرامية ، وتم ترميمها بشكل نهائي لتعاود نشاطها التعليمي من جديد.
سيناريوهات متكررة
ولأن الشعب الأرمني في حلب جزء لا يتجزأ من النسيج السوري فقد حاولوا تشتيته والعمل على تشريده لمرة ثانية ، مؤكداً أن جيش النظام التركي على علم تام عن أماكن تواجد الأرمن في مدينة حلب والعمل على استهدافهم وتشتيتهم وخلق فكرة “الهجرة الثانية” وتكرار سيناريو ما حدث قبل مائة عام ، وجميع الأعمال الإجرامية التي حدثت في حلب من هدم الأبنية ودور العبادة والمدارس لكنهم لم يستطيعوا بإزالة الأمل وإيقاف الحياة بشكل نهائي ، ويضيف سليميان أن بعض الأرمن استطاعوا الوصول إلى بيروت في ذلك الوقت ومنهم من هاجر إلى أمريكا الذي يعد طريق الخلاص ، مؤكداً أن أرمينيا لم تصل للازدهار الحقيقي كما كانت عليه في الوقت السابق.

خلاصة القول
ختاماً ، من المعروف أن الشعب الأرمني شعب معطاء وكادح ويحب الحياة ويؤمن بالإنسانية والعلم والفن ، فأغلب هذه السمات الإيجابية تماشت مع الشعب المعاصر وكانت جزءاً من إثبات هويته ومتابعة معركة وجوده ، وكانت نتائج السمات متلازمة معه في جميع الظروف لإكمال الحياة
فكانت عمليات الترميم بما يخص الكنائس والمدارس الخاصة التابعة لها ليستمد منها المكون الأرمني الأمل والعلم معاً.
رقم العدد 15822

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار