الجماهير / جهاد اصطيف
لا شك أن أحلام وأوهام رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان باتت الهاجس المسيطر عليه والمتحكم الوحيد بجميع تصرفاته وتقلباته الهستيرية التي لا يزال يتعامل معها على أمل استعادة ممارسات أجداده السلاطين العثمانيين ذوي التاريخ الحافل بالممارسات الاستبدادية والتشكيكية حتى بأقرب الناس إليهم !! .
ولعل آخر نزوات وأطماع أردوغان ((العدوان الموصوف )) الذي يشنه على سورية وبالتالي فإن السلطان العثماني ارتهن أحلامه في استعادة أيام السلاطين العثمانيين وهو بات واضحاً من خلال نزواته وسلوكه التسلطي وحتى سياساته الخارجية التي بنيت أصلاً على ما يبدو لتكريس نفسه زعيماً أوحد هذا فضلاً عن ممارسة سياساته الخارجية التآمرية ضد سورية ودول الجوار من خلال تعنته وإصراره المستميت على دعم التنظيمات والمجموعات الإرهابية المسلحة وجعله تركيا ممراً آمناً لعبور آلاف الإرهابيين من مختلف أصقاع العالم إلى سورية ولعل أكبر مثال على تدخل السلطان العثماني السافر في شؤون سورية ودوره السلبي حتى العظم في أزمتها ما شهدناه من أحداث متسارعة في إدلب وريفها وكلنا يعلم وبالوثائق والأرقام أن ما حصل في إدلب وسواها من المناطق السورية كان مخططاً له بعناية فائقة في غرفة التآمر التركي _ الغربي _ العربي في محاولة منها إلى ضرب كل مسعى سلمي تقوم به دول مؤثرة وفاعلة لإعادة الوضع في سورية إلى وضعه الطبيعي وترك السوريين يقررون مصيرهم ويحددون مسارهم لكن أردوغان هذا لم ترق له الهزيمة فأقدم على اقتراف جريمة جديدة تضاف إلى سجله الإجرامي الحافل منذ سنوات بعدوانه الموصوف حالياً كما أسلفنا .
إذن يمكن لنا في هذا السياق الإشارة إلى الكثير من الأدلة الدامغة التي تثبت تورط نظام أردوغان في المخططات التخريبية التي تستهدف دول المنطقة فليست سورية وحدها التي تعاني من الإرهاب الممول والمدعوم غربياً وخليجياً على مدى السنوات الماضية إذ لا يمكن إغفال ما قام به أردوغان ونظامه في تأجيج الأوضاع وتأزيمها تنفيذاً لإملاء غربي امبريالي واضح الهدف ويتمثل بدعم الكيان الصهيوني وتحقيق مصالحه الاستعمارية في المنطقة .
وفي المحصلة فإن العديد من المراقبين يجمعون على أن أردوغان وسياساته وهواجسه المتضخمة باتت تشكل خطراً على محيطه الداخلي وفي الإقليم بعد أن أسهم في سياسته التحريضية المنفذة لأجندات الغرب الاستعمارية على تشجيع الإرهاب في سورية والمساهمة بتمدده في المنطقة وانتقاله بسرعة البرق إلى دول أخرى .
وعليه فإن جميع السياسات المفضوحة لنظام العثماني الجديد تحتم على المجتمع الدولي ومجلس الأمن اتخاذ مواقف واضحة وصريحة لوضع حد لهذا النظام المتواطئ والداعم للتنظيمات الإرهابية التكفيرية التي تسفك الدم السوري ودماء الكثير من أبرياء العالم .
رقم العدد ١٥٨٢٥