الجماهير / بقلم : حسن العجيلي
يُبْرِز العدوان التركي على أراضي الجمهورية العربية السورية بشكل جلي وواضح انفصام الشخصية لرأس النظام التركي أردوغان في تعاطيه مع الملفات السياسية وخاصة مع دول الجوار التي تحول معها من صفر مشاكل إلى صفر علاقات .
الانفصام الفعلي لأردوغان ينعكس من خلال تعاطيه مع الجماعات الإرهابية ، ففي الوقت الذي يدعم به جبهة النصرة ومجمل الفصائل الإرهابية المسلحة سواء حالياً في إدلب أو قبلها خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية ويزود تلك المجموعات الإرهابية بالسلاح والمال ويسهل لها الحركة لتعيث فساداً وقتلاً وتدميراً في الجغرافية السورية ، يرى هذا النظام المحتل أن مليشيا قسد تهدد أمنه وتشكل خطراً إرهابياً عليه ، فيستبيح الأراضي السورية وفق هذه الرؤية المتناقضة والمقصودة من النظام التركي والتي تظهر بشكل جلي وواضح الأطماع الاستعمارية للنظام التركي وسياسته العدوانية تجاه دول الجوار بحجج يختلقها لنفسه كيفما اتفق ، متناسياً أن الأمن والأمان لا يكون إلا من خلال السيطرة الشرعية لأي حكومة على جغرافية وطنها والتي تبسط الأمان من خلال جيشها وقوات أمنها الشرعية .
الجمهورية العربية السورية أكدت أكثر من مرة أن السلام والأمان يكون باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها ، وهذا ما غفلت عنه جميع الدول التي تدعم الإرهاب سواء الولايات المتحدة التي تناور وتغامر بقرار تلو القرار أو تركيا صاحبة الأطماع الاستعمارية والتي يظهر احتلالها لمناطق وقرى سورية حقيقة سياستها الاستعمارية .
كما تناست هذه الدول أن جيشاً باسلاً طهر بلاده من رجس الإرهاب وقاتل على أكثر من جبهة فصائل إرهابية تدعمها دول استعمارية لن ترهبه هذه الاعتداءات وأن شعباً يمتلك الإرادة والتصميم على العيش بعزة وكرامة بظل سيادة دولته الشرعية سيهزم كل القوى الخارجية .
رقم العدد 15826