حلب العاصمة …!

 

الجماهير / بقلم :محمد العنان

يليق بحلب ان تكون عاصمة للثقافة السورية ، فاختيارها من قبل وزارة الثقافة بأن تكون أول عاصمة للثقافة السورية جاء ترجمة طبيعية لمكانة هذه المدينة عبر التاريخ وتتويجاً لدورها الثقافي وموروثها الأدبي والفني عبر الحضارات المتعاقبة .

وحلب التي اختيرت عام 2006 عاصمة للثقافة الإسلامية من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) ، متفوقة على مدن : فاس المغربية وتلمسان الجزائرية واصفهان الايرانية ، فهي لأنها تزخر بإرث انساني كبير وتمتلك أكثر من 100 موقع مسجل لدى منظمة اليونيسكو وموقعان مسجلان في موسوعة غينيس للأرقام القياسية ، هما القلعة ( الأقدم والأكبر داخل مدينة ) في العالم ، والأسواق المسقوفة وعددها 39 ، إلى جانب تميز المدينة بهويتها الإسلامية واسهاماتها الفكرية والثقافية والاقتصادية، وكونها نموذج للتسامح الديني والعيش المشترك .

وقد أنجبت المدينة واحتضنت الكثير من العظماء والمشاهير والأدباء والمفكرين والمثقفين الذين تركوا بصمات واضحة في شتى مناحي الحياة، ومنها الثقافية كالمتنبي وابي فراس الحمداني والسهروردي والاصفهاني وخير الدين الاسدي وسواهم من الاعلام والقامات .

لاشك بأننا لا نضيف جدبداً عن أهمية حلب الثقافية والأدبية والفنية ودورها في الحضارات الانسانية المتعاقبة ، ومن الطبيعي تتويجها بهذا اللقب أو ذاك ، ولا شك أيضا أن الفعاليات التي اعدّت لهذه المناسبة على مدار شهر كامل كانت كثيرة وتضم أكثر من 100 نشاط وفعالية هامة ، إلا أن بعض هذه الفعاليات ليست بالمستوى المطلوب، وربما اتت متزامنة مع هذه الاحتفالية فأُدخلت تحت جناحيها ، إضافة إلى أنها لم تلحظ ندوات وعناوين نوعية ترتقي إلى مكانة هذه المناسبة وأهميتها .

الأمر الآخر ان حلب ليست جزيرة منعزلة في فضاء الثقافة السورية، وكان بالإمكان العمل على استضافة شخصيات وقامات ثقافية و فكرية وادبية وفنية من المحافظات السورية الأخرى، وحتى من الدول العربية الشقيقة لرفد هذا (المهرجان) بفعاليات تعكس التنوع الثقافي والأدبي والتراث السوري العريق .

رقم العدد 15831

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار