الجماهير / بقلم :حسن العجيلي
كتب الزميل ” أبو مدين ” أمس حول تكتيكاته التي اتبعها مع أفراد عائلته الممتعضين من ” أكلة المجدرة ” التي قرر هو أن تكون وجبة الغذاء نظراً لدخول الشهر ثلثه الأخير وفراغ جيوبه مما يعينه على قضاء باقي أيامه ، ونجاحه في الوصول معهم إلى صفر مشاكل وخروجه من عنق الزجاجة في المشكلة التي صادفته معهم .
ما جعلني أستشهد بمقال الزميل ” ابو مدين ” هو تفكيري الدائم أننا كصحافة رسمية كيف يمكننا أن نصل إلى صفر مشاكل مع بعض الجهات المعنية ونخرج أنفسنا من عنق الزجاجة التي يحاول البعض من تلك الجهات ان يحشرنا داخلها ويضيق علينا شروط التعاطي والاحتكاك اليومي معها بحكم عملنا ، و تتصاعد معاناتنا في الحصول على المعلومات والمعطيات حول مختلف القضايا وحجبها عنا تحت ذرائع وحجج مختلفة تبدأ بادعاء وجود توجيهات من الجهات الأعلى إدارياً ولا تنتهي بضرورة الحصول على إذن أو كتاب أو مهمة رسمية في كل مرة نراجع فيها مؤسسة ما للحصول على المعلومة .
في المقابل و الجديد في القضية هو امتعاض البعض ممن يعتبرون أنفسهم في الصفوف الاولى ، حين لا تُذكر أسماؤهم في مقدمة المادة الصحفية أثناء تشريفهم لفعالية ما من مؤتمر أو ندوة أو حملة او مهرجان ، و يرون انفسهم أنهم أكبر من الحدث نفسه ولابد من وضعهم ضمن ” سبوت لايت ” فتتوالى الاتصالات معاتبة رئيس التحرير أو أمين التحرير أو الصحفي الذي كتب المادة الصحفية مستنكرين طريقة تقديم او تأخير أسمائهم أو تجاهلهم بالمطلق ، وتعدى الأمر ليصل الى المواقع والصفحات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث تلقى أحد الزملاء في المكتب الصحفي لإحدى المديريات اتصالاً لم يخلو من لوم وعتب من أحد المعنيين لأن اسمه ذكر في ختام المادة الخبرية عن فعالية علمية .
وهنا نجد أننا أصبحنا في عنق الزجاجة مرة أخرى فإذا أردنا أن ننحو منحى جديداً علمياً وعملياً في الإعلام – وهو من وجهة نظرنا الأصح – يتم التركيز فيه على الحدث تقنياً وعلمياً ونقدم معلومة تفيد القارئ نجد أننا نتعرض لعتب البعض ، وإذا بقينا نكتب ضمن الإطار الذي يرغبون به فإننا بذلك نخالف قيمنا المهنية وتطورها الذي بالكاد نجاريه ، وبذلك نبقى في عنق الزجاجة ولا نعرف كيف نخرج منها .
وبانتظار أن نتوصل لصفر مشاكل ونتيجة ” لا غالب ولا مغلوب ” مع الجهات المعنية أخشى أننا سنبقى في عنق الزجاجة نبحث عن فرصة تاريخية للخروج منها.
رقم العدد ١٥٨٣٤