الجماهير / محمد العنان
تتكبد الدولة المليارات من الليرات السورية بسبب التهرب الضريبي الذي يمارس بشكل أو بآخر ضد خزينة الدولة (تحت الشمس)..
ويعلم أولو الأمر هذه المعادلة المكشوفة بكل أبعادها وتفاصيلها، لدرجة أن وزير المالية بحسب مصادر إعلامية انتقد بعض موظفيه بتعليم المكلفين كيفية التهرب الضريبي وإخفاء نشاطات التاجر من خلال الصلاحيات الممنوحة للموظف والتي يجب أن تستثمر في مكانها الصحيح لتطوير العمل وتحديث آلياته ورفع جودة الخدمات المقدمة إلى المواطنين.
حيث أدى هذا الأمر إلى تراجع الإيرادات لدى بعض الدوائر المالية من خلال العلاقات غير السليمة بين بعض موظفي المالية والمكلفين.
في حلب تبدو المسألة أكثر وضوحاً وسوءاً فهناك كثير من الفعاليات الاقتصادية تتمتع بمردود مالي كبير وأخرى بمردود متوسط. ولعل المطلع على الأرقام الحقيقية للموارد المالية وما يقابلها من تكليف ضريبي يدرك بوضوح هذه العلاقة المشبوهة ما بين المكلِّف والمكلَّف .. ومن أجل وضع النقاط على الحروف لا تحتاج المسألة إلى الكثير من الاستقصاء (والنبش).
وتبدو المسألة أكثر سخرية عندما يمارس بعض المعنيين في مديرية المالية دور (الخصم والحكم) من خلال وضع التكليف الضريبي لهذه الفعالية أو تلك، إذ يكون للمكلف حق الاعتراض والاستئناف، فتعود القضية إلى ذوي الاختصاص أنفسهم لتخفيض قيمة التكليف .. نعم (الخصم والحكم).
هذا المشهد يتسبب بشكل أو بآخر في حرمان خزينة الدولة أموالاً طائلة تنعكس بشكل أو بآخر على التنمية العامة في البلاد.
الأمر الذي يستدعي الوقوف بجدية لطي صفحة الفساد هذه من خلال توفير البيئة القانونية والتشريعية المناسبة، والضرب بيد من حديد لوضع هذه القضية في سياقها الصحيح.
وكما يقول الشاعر:
إن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم