الجماهير / عبد الكريم عبيد
تطورات ميدانية عسكرية وكذلك سياسية متسارعة على امتداد الساحة السورية سقطت جرائها مشاريع وتهاوت كأحجار الدومينو من أحلام السلطان العثماني الجديد أردوغان إلى سقوط الحلم الانفصالي في الشمال إلى انسحاب القوات الأمريكية مخذولة تجر أذيال الهزيمة …
كل هذا حدث عندما تحركت جحافل الجيش العربي السوري باتجاه الشمال تلبية لنداء المواطنين في إعادة سلطة الدولة السورية إلى الشمال السوري حتى الحدود التركية وذلك عندما بدأ العدوان التركي على الأراضي السورية في محاولة منه فرض أمر واقع.
إلا انه نسي هذا العثماني الجديد أن مسألة فرض الأمر الواقع لم تعد مجدية إطلاقاً لأن قرار وحدة الأرض السورية وشعبها محسومة ولا نقاش فيها. وتجلت بوضوح خلال زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى محافظة ادلب وتفقده وحدات الجيش العربي السوري في خطوط التماس هناك ، بالإضافة إلى وحدات الجيش العاملة في مناطق حماة وخان شيخون وسواها.
بالتزامن مع القمة الروسية التركية التي عقدت في سوتشي حيث وجه السيد الرئيس بشار الأسد رسائل واضحة وصريحة أن ادلب محافظة سورية وقرار تطهيرها من الإرهاب متخذ ولا رجعة عنه وكما طهر الجيش كل الأراضي السورية فإن ادلب لن تكون أقل من ذلك بل هي على رأس الأولويات.
والأهم من ذلك أن يصل الجيش العربي السوري إلى الحدود مع تركيا ويقيم نقاط مراقبة بالإضافة إلى تسيير دوريات من حرس الحدود سواء من جهة عين العرب في حلب او من جهة تل أبيض في محافظة الرقة أو من جهة منطقة تل تمر في محافظة الحسكة.
وهذا يؤشر إلى ان الجيش وجه ضربة في الصميم لأحلام اردوغان الوردية في إقامة ما أسماه هو “منطقة آمنة”.
لقد أسقط الجيش هذا المشروع كما أسقط من قبل مطامع اردوغان في حلب وشمال اللاذقية.
كل ذلك كان بالتفاف الشعب حول جيشه وقيادته ودولته حيث بدت الصورة في تعزيز هذا التلاحم على امتداد الأرض السورية الذي شكل الرافعة القوية لإعطاء قوة إضافية للقرار السوري في المحافل الدولية التي لم تعد تملك سوى الاستجابة للقرار السوري وأن سلامة ووحدة الأرض السورية وشعبها مبدأ أساسي للسوريين ولا تراجع عنه.
وهذا ما بدا واضحاً في قمة بوتين – اردوغان التي صدر عنها بيان تفاهم محوره أحد عشر بنداً كلها تنسجم مع الموقف السوري الذي فرض ارادته في المحافل الدولية.
اللعبة انتهت والعرض المسرحي أسدل ستارته والمؤمل من أصحاب المشاريع التقسيمية والانفصالية أن يصحوا ويعودوا إلى كنف الدولة التي لا تزال تسامح…
وإن غداً لناظره قريب.
رقم العدد 15838