الجماهير / بقلم حسن العجيلي
سلسلة من قرارات التعيين أصدرها وزير التربية أمس بما يتعلق بتكليف عدد من العاملين في مديرية تربية حلب بعدة مهام إدارية .
قرارات التكليف جاءت بعد مجموعة قرارات إعفاء شهدتها تربية حلب خلال زيارة وزير التربية لها أواخر الشهر الفائت وطالت مفاصل إدارية عدة اثنان منها لمعاوني المدير الذي وصف التغييرات في حديث مع صحيفة / الشهباء / بأنها ” ضرورية لردم بعض الفجوات التي أحدثتها حالات التقصير والترهل ، مضيفاً بأن من أعفي ليس بالضرورة أن يكون مقصراً في عمله وأن المحاسبة ستطال المقصرين سواء الذين أقيلوا من مهامهم أو الذين مازالوا في مواقعهم في حال ثبوت أي دليل على تقاعسهم أو إخلالهم بالأنظمة والقوانين ” .
اللافت في حديث مدير التربية كذلك قوله في ذات المادة الصحفية ” أن الزيارة الوزارية كشفت العديد من الأخطاء وحالات الخلل في بعض المدارس الخاصة تتعلق بتجاوزات الترخيص والقدرة الاستيعابية والمنهاج التربوي والكادر التعليمي والتدريسي في هذه المدارس والمخابر اللغوية ، ونحن – والكلام لمدير التربية أيضاً – لا نعفي أنفسنا في مديرية التربية من المسؤولية حيث سيتم محاسبة المديرين المنتدبين في المدارس الذين تساهلوا وغضوا الطرف عن مجمل هذه التجاوزات والمخالفات ” .
وهنا مربط الفرس كما يقال إذ أن مجمل هذه المخالفات كشفتها الزيارة الوزارية أي أن مديرية التربية بحلب كانت في سبات عميق أو أنها غضت الطرف عن تلك المخالفات والتي ردها مدير التربية إلى المديرين المنتدبين رافعاً عن باقي المؤسسة التربوية بحلب بهيكليتها المسؤولية عن تلك المخالفات .
ويتساءل المواطنون في حلب أين هي باقي الهيكليات الإدارية من توجيه وإشراف أو حتى منسقين تربويين للمناطق – وهي المهمة المحدثة في حلب – وكذلك الإدارة التربوية من مجمل هذه المخالفات التي تم حصرها فقط بالمديرين المنتدبين – بحسب كلام مدير التربية – والذين يتحملون بصورة أو بأخرى مسؤولية المخالفات ولكن بلا شك لا يتحملونها لوحدهم لأن التدقيق والمتابعة هي من مسؤولية الإدارة التربوية التي كان يجب أن تأخذ دورها الإشرافي والرقابي وتمنع حدوث المخالفات والتجاوزات وتراكمها لتصبح حالة مستفحلة اقتضت تدخلاً وزارياً .
وبما أننا نتحدث عن المحاسبة فهنا يبرز تساؤل آخر بخصوص من تم إعفاؤهم لتقصير ، متى وكيف ستتم محاسبتهم ؟ هذا ما ينتظره المواطن في حلب الذي يأمل أن تأخذ المؤسسة التربوية فيها طريق العمل الصحيح والناجح بما ينعكس إيجاباً على الواقع التعليمي فيها .
رقم العدد ١٥٨٤٨