الولادة ((تحت الماء))

الجماهير/ مصطفى رستم
في العام 2008 أجريتُ حواراً صحفياً مع شاب مغترب من حلب عاد للوطن في زيارة له برفقة زوجته الألمانية، فكرةُ المادة الصحفية في ذاكَ الوقت تتحدثُ عن فوائد “العلاج بالألوان” وانِعكاسها على صحةِ جسم الإنسان… ما يميزُ هذا الشاب أنه متخصص بهذا النوع من العلاج عدا عن عشقهِ الذي لا ينضب للطبيعة وعزوفه عن التكنولوجيا خشية من أمراضها اللاحقة … والمتلاحقة.
هذا الشاب وعلى هامش حواري معه بحضور زوجته الحامل، والمتقنة لبعض الجمل، والكلمات العربية أفصحَ لي وقتها… عن نيّة إنجاب زوجته لمولودهم الجديد على متن قارب شراعي وسط البحر، وأردف… أن هذه التجربة تُعطي للمولود فوائد جمّة وشرحها لي بشكل موسع حيث أنجبت سابقاً بهذه الطريقة طفلهم الأول.
استرعتني الفكرة وبدأت بالبحث عن ماهية، وفوائد الولادة وسط البحر، وهل حقاً تحمل فوائد للأم أو للجنين أو حتى للمولود؟ … أم أنه ضربٌ من ضروب الجنون وفيه تأثّرٌ بفيلم إثارة و(أكشن) من انتاج هوليودي، وجدت أن الأبحاث تخطت الحديث عن الولادة على سطح البحر بل أبحاث وتجارب شملت ثلاث آلاف امرأة حامل أُجريت لهن عمليات ولادة بالماء وكشفت الدراسات أن هذه الطريقة توسعّ الرحم ومعه ينزلق الطفل دون الشعور به.
طريقة الولادة بالماء رغم أني لستُ معها إن لم تكن تحت إشرافٍ طبي ووفق شروط صحية ومعيار منها درجة حرارة الماء التي تقارب الـ 37 درجة مئوية، إلا أنها تذكرني بطرق الولادة لدينا (الطبيعية) و(القيصرية) ولا أعلم إن اكتشف الطب الحديث في بلادنا عن نوع ثالث!! غيرهما …ماذا يمنع من التحلي بالجرأة وإدخال هذه الطريقة الجديدة من الولادات واجراء التجارب والاختبارات المناسبة والمطابقة للمعايير الصحية والسلامة العامة للأم والجنين معاً…!؟ في وقت عربياً أدخلت إحدى الطبيبات بالمغرب هذه التجربة ونجحت بها.
الغريب أكثر إصرارُ بعض الأطباء بلا هوادة وخلال السنوات الأخيرة على التشبث بطريقة واحدة هي الولادة القيصرية، هذا إذا علمنا أن نسبة الولادات القيصرية ارتفعت من 60% إلى 80% في مناطق متعددة خلال سنوات الحرب.
بل إن أطباء وطبيبات يعكفن على عدم إجراء إلا الولادات القيسرية ضاربين عرض الحائط إن كانت السيدة أمامهم يمكنها الإنجاب بشكل طبيعي، وكل ذلك بسبب سعي الأطباء باتجاه الهدف المادي ونهمهم لجني المزيد من المال كون العملية القيصرية مردودها المالي مرتفع باستثناء رغبة بعض السيدات من اختيارها، وتفضيلها هذا النوع من الولادة وأقصد القيصرية خشية من شعور الألم المرافق للولادة الطبيعية.
وعودة على بدء لابد من الإشارة أن الولادة تحت الماء ليس فقط يخفف من حالات تمزق المهبل مع التخفيف من الشعور بآلام المخاض فقط، بل مع شعور الحامل براحة واسترخاء يقلل من آلام المخاض وعلينا أن نعلم أنها لا تصلح لكل الحالات ولابد من حدوثها تحت اشراف طبيعي تقرر ذلك ونحن بانتظار أطباء يملكون هذه الطريقة، وإن طبقوها فليخبرونا.
رقم العدد 15849

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
احتفالاً بيوم الطفل العالمي.... فعالية ثقافية توعوية  لجمعية سور الثقافية  جلسة حوارية ثانية: مقترحات لتعديل البيئة التشريعية للقطاع الاقتصادي ودعوة لتخفيف العقوبات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية الشاب محمد شحادة .... موهبه واعدة مسكونة بالتجارب الفنية تهدف لإنجاز لوحة لاتنتهي عند حدود الإطار ال... حلب تستعد لدورة 2025: انطلاق اختبارات الترشح لامتحانات الشهادة الثانوية العامة بصفة دراسة حرة خسارة صعبة لرجال سلتنا أمام البحرين في النافذة الثانية.. وصورة الانـ.ـقلاب الدراماتيكي لم تكتمل مساجد وبيوت وبيمارستان حلب... تشكل تجسيداً لجماليات الأوابد الأثرية على طريقة أيام زمان ... معرض 1500 كيلو واط يعود إلى عصر" النملية " في عرض منتجات الطاهية السورية تعبير نبيل عن التضامن : شحنة مساعدات إنسانية من حلب إلى اللاذقية دعماً للمتضررين من الحرائق مؤسسة الأعلاف تحدد سعر شراء الذرة الصفراء من الفلاحين وموعد البدء بالتسويق