الجماهير / حسن العجيلي
قد يراها البعض صحوة مفاجئة وهو يتابع حراك بعض المديريات الخدمية والمؤسسات المعنية في حملات النظافة المكثفة التي تقام في العديد من الاحياء ، ولكن الأمر في حقيقته أنها أنشطة موازية للاحتفال المركزي باليوم الوطني للبيئة والذي صادف الأول من هذا الشهر .
اللافت في هذه الحملات هو مشاركة بعض المعنيين في بعض الأحيان ” من باب الواجب الوظيفي “، مع تأكيدنا على أهمية مشاركتهم على أن تكون ببعد أعمق وبشكل مستمر بعيداً عن الحالات الاستثنائية والتي تتم في المناسبات أو التي تكون المشاركة بها نوعاً من البروتوكلات الوظيفية أو الإعلامية .
فالواقع الخدمي والذي يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على البيئة يحتاج في الحقيقة إلى مراجعة شاملة ووضع الخطط موضع التطبيق الفعلي بعيداً عن التصريحات بالقيام بأعمال جزئية والوعود المستقبلية وتحميل المواطن وزر ما وصل إليه الواقع الخدمي والبيئي ، في ضوء الترهل الوظيفي وعدم توظيف الإمكانات المتاحة بشكل جيد وعادل بين الأحياء .
هدف الحملات البيئية والخدمية كما صرح عنها المعنيون هو إشراك المواطن في الحفاظ على البيئة سليمة وتعزيز السلوك الإيجابي وحس المسؤولية لدى المواطن ، وهو أمر جيد ومطلوب ولكن لكي نقنع المواطن بأهداف الحملة يجب أن يتم إيجاد الأرضية المناسبة والإمكانات المطلوبة ليقوم المواطن بدوره .
لاشك أن التشاركية أمر مطلوب وأساسي في كل مجالات الحياة وخاصة التي تمس المواطنين بشكل مباشر ومنها النظافة والحفاظ على البيئة وبالتالي الصحة ، لكن يتوجب على الجهات المعنية وضع الخطط الكفيلة بتهيئة الظروف والواقع لتكون مشاركة المواطن فاعلة ومستمرة ، لا أن تقتصر على الحملات في المناسبات وبذلك نصل للنتيجة المرجوة .
رقم العدد ١٥٨٥٠