الاحتفالات بذكرى المولد النبوي تجسيد للأخلاق والعمل الصالح ..أم مظاهر شكلية ؟؟؟

الجماهير – محمد العنان

يحتفل العالم الإسلامي اليوم بذكرى المولد النبوي الشريف المصادف ١٢ ربيع الأول.
وقد ازدانت شوارع حلب بأعلام الزينة واللافتات التي تمجد هذه المناسبة السنوية، وتضمنت عبارات المديح لرسول الرحمة (محمد عليه الصلاة والسلام).
وامتلأت العديد من الشوارع المكتظة بالسكان والحلويات والضيافة لعموم العابرين، فيما احتفل العديد من أصحاب المحال بإطلاق الأغاني على مكبرات الصوت .. إضافة إلى الألعاب النارية ضمن هذه المناسبة.
بدورها ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالمباركات والإهداءات والأدعية بهذه المناسبة، في حين نشرت مواعيد الاحتفالات في جوامع حلب ما بين السابع من هذا الشهر ولغاية الخامس والعشرين منه.
وقال أحد أصحاب محال الحلويات: إنه جهز كميات مضاعفة من جميع أصناف الحلويات في هذه المناسبة نظراً إلى الإقبال الكبير على الشراء.
من جانبه قال أحد المواطنين (يوسف .ج): إن مدينة حلب كانت سابقاً تشهد مثل هذا الزخم من الاحتفالات بعيد المولد النبوي الشريف، إلا أنها كانت تحمل في طياتها الكثير الروحانيات والإخلاص.
وأضاف (أبو إسماعيل): إن الكثير ممن يحتفلون اليوم بهذه المناسبة يتباهون بالجوانب الشكلية في حين أن الكثير منهم لا يلقي بالاً لجوهر المناسبة وهي بالأساس للتذكير بالعمل الصالح وأخلاقيات وسلوكيات الإنسان.

وبين الباحث الأستاذ محمد قجة على صفحته الشخصية على الفيس بوك أن المولد النبوي الشريف يعد نقلة محورية في تاريخ البشرية ويشكل حدثاً كانت له أبعاده الحضارية على كافة المستويات من خلال الدعوة إلى الحوار الحكيم : “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ” ، تساوي الناس أمام العدالة الإلهية: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ” وقد تجسد ذلك عملياً في العيش المشترك بين أبناء المجتمع بغض النظر عن دينهم ومذهبهم وطائفتهم وعرقهم، وتم تنظيم ذلك بعهود ومعاهدات بقيت محترمة مع الزمن.
وقال الأستاذ قجة في منشوره: ” هذه القيم الإنسانية الحضارية السامية هي التي تعنينا في فهم مناسبة المولد النبوي، وتبقى هذه المناسبة جزءاً من ثقافة مجتمعنا، وينبغي علينا الوقوف عندها من خلال التذكير بالسلوكيات السليمة وتعزيز الجوانب الأخلاقية في حياتنا والاقتداء بأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام، قولاً وعملاً، وليس فقط من خلال المظاهر الاحتفالية التي باتت تتميز بها مدينة حلب، ولكن بعيداً عن الألعاب النارية والأناشيد والأغاني (التي تحاكي الأغاني الطربية) والمظاهر الشكلية.
رقم العدد 15854

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار