الوقت .. ضائع في الشأن الخدمي

الجماهير – حسن العجيلي

” الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ” حكمة طالما قرأناها وكتبناها خلال سنوات دراستنا الابتدائية منها بشكل خاص، في سعي للمعلمين أن ندرك قيمة الوقت ونستفيد منه بالشكل الأمثل.
ودون تفسير منطقي نجد أن الوقت يذهب هباء لا على مستوى الأفراد فقط بل على مستوى المؤسسات أيضاً، فكثير من الاجتماعات يتأخر عن موعده دون تبرير ومراعاة لوقت الآخرين.
ولعل مجلس مدينة حلب في دوراته المتلاحقة يمثل إنموذجاً واضحاً حول التأخير غير المنطقي واللامبرر، فعلى سبيل المثال تأخر بدء أعمال دورته العادية السادسة قرابة الساعة دون أن يكون هناك سبب واضح إلا اعتذار من رئيس المجلس وأمنية تتكرر بانعقاد الجلسة بموعدها المحدد .
الوقت في اجتماعات مجلس المدينة ربما ينعكس بصورة أو بأخرى على الواقع الخدمي الذي وفي أغلب الأوقات يتم الوصول إليه متأخرين وهو الضائع في الشأن الخدمي، ويبرر المعنيين ذلك بترديدهم المثل القائل ” أن تصل متأخراً خير من ألا تصل” وشتان بين هذا المثل والحكمة التي استفتحت بها مقالي والتي يجب أن تكون نبراساً في العمل اليومي خاصة فيما يتعلق بقضايا المواطنين ومطالبهم وهمومهم الخدمية سواء المعني بها مجلس المدينة أو غيره من المؤسسات التي يجب أن تحترم وقت المواطن وانشغالاته ومتطلباته، كما يجب أن تعير هذه المؤسسات الزمن انتباهاً وتأخذ بالحسبان متطلبات كل فصل من فصول السنة وأن تتأهب تحضيراً له.
إذن من الأجدى أن نهتم بالوقت وأن نعتبره أمراً مقدساً في عملنا وخططنا إلا أننا في واقع حياتنا نرى ونعيش خلاف هذا المثل حيث أن الوقت هو الضحية الأسهل لدينا ، وجزء كبير من يومنا نقضيه في الانتظار والجزء الأكبر من حياتنا يكون محاولة لتدارك الوقت الذي فاتنا ، دون أن ندرك أننا فوتنا أثمن شيء في حياتنا .
رقم العدد 15859

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار