حلب ـ الجماهير
“شلون صاير هيك، ما عرفتك” إنها الحرب يا أخي غيرت الوجوه والنفوس والأشكال، جعلت الشب عجوزاً والبنت ختيارة، والشيب طغى على سواد الشعر واغفرت الوجوه والأشكال وملأت التجاعيد الجباه.
هذا حال نقاش دار بين شخصين بعدما جلسا في جلسة جمعتهما في أحد المواقع في ريفنا المعطاء، حيث إنهما صديقان منذ سنوات، ولكنهما لم يعرفا بعضهما بسبب تغير شكليهما.
وقد بين “أحمد” أنه ذاق الأمرين نتيجة سيطرة العصابات الإرهابية المسلحة على قريته حيث إنها استولت على ممتلكات الأهالي وصادرت المنازل وخربت البنية التحتية، ومنعت الموجودين من استثمار أراضيهم وطالبتهم بدفع الأموال للسماح لهم بالبقاء في قراهم.
في حين أشار “علي” الذي يقطن في حلب إلى أن وضعه يختلف قليلاً عنه فقد حرم من زيارة قريته ورؤية ما تبقى من ممتلكاته أو أرضه وصلة الأرحام وقبور ذويه، واليوم يقتصون ممن وقفوا منذ اللحظة الأولى إلى جانب الجيش العربي السوري في حربه الكونية على الإرهاب.
ودار نقاش وحوار بينهما اتسم بالحميمية والوقوف على الأطلال وتمجيد ذكريات الماضي، إضافة إلى بعض الدمعات التي سالت على وجنتي كل منهما، وسرعان ما وقفا وقفة العز والشموخ مؤكدين أن “سورية الله حاميها” ولن تفلح قوة على وجه الأرض باقتلاع أبنائها منها أو سلبهم حبهم لوطنهم.
هذا هو الشعب السوري الذي انتصر على كل أشكال الاستعمار العثماني والفرنسي والإرهاب العالمي اليوم.
رقم العدد 15861
قد يعجبك ايضا