تجربة وصمت ودولار !!

حلب / بقلم محمد العنان
دخلت البلاد مؤخراً في الشأن الاقتصادي نفقاً مظلماً نتيجة تدحرج سعر صرف الدولار ككرة الثلج في ظل صمت غريب ومريب، وتجاوز سعره الـ 700 ليرة سورية بعد استعراض إعلامي لعدد من تجار البلد لمواجهة تدهور الليرة السورية وكبح جماح ارتفاع الدولار، وكان من نتاج هذه التجربة الاستعراضية ارتفاع غير مسبوق في سعر الصرف أدى في نهاية المطاف إلى (شل) حركة الاقتصاد توازياً مع أزمات متلاحقة عملت الجهات المعنية على إخمادها مراراً.
يُجمع السوريون اليوم على أن قصة ارتفاع الدولار وآثاره الارتدادية التي أودت بذوي الدخل المحدود وموظفي القطاع العام هي في المحصلة ناجمة عن تلاعب التجار والمضاربين وقد أدى ذلك إلى ارتفاع فاحش في أسعار المواد والسلع بدون استثناء، حتى تلك التي تنتج محلياً في ظل غياب واضح لدور التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وباتت الأسواق في حالة (انفلات) بدءاً من ربطة البقدونس والفلافل ودبس البندورة وانتهاءً بأسعار الذهب والعقارات.
هو مشهد يعصف بحياتنا ويومياتنا، تتآكل فيه ليرتنا ورواتبنا وكرامتنا، دون أن يضطلع المعنيون في مواجهة هذا الإعصار الخانق. ويُجمع السوريون أيضاً على أن هذه الحفنة القليلة المتلاعبة في مصير اقتصاد البلد يجب مواجهتها كونها لا تقل خطراً عن أمراء الحرب الذين عاثوا في مقومات حياتنا فساداً وتدميراً.
وليس ببعيد عن هذا المشهد فإن العديد من المفاصل تغرق اليوم في الكثير من الأمواج المتلاطمة والعاتية، لتأكل الأخضر واليابس وتطيح بالكثير من التضحيات والإنجازات التي تحققت خلال سنوات الحرب القذرة التي شنت على سورية.
فما عجزت عن تحقيقه طاحونة الحرب الشرسة على سورية خلال هذه السنوات العجاف ينبري آخرون لتحقيق هذا الغرض – بقصد أو دون قصد – وذلك من خلال أشكال متعددة أهمها: الفساد الذي يعتبر الأداة الأكثر هدماً لجميع الدول والمجتمعات على مر التاريخ.
وهكذا يرى السوريون أن الوقت قد حان أكثر من أي وقت مضى لاجتثاث الفساد ووقف هذا الزحف الجارف للمتلاعبين في مصير حياتنا والذين يسعون إلى قطف ثمار الانتصار التي حققها السوريون خلال صمودهم الأسطوري في الحرب الشرسة على البلاد.
رقم العدد 15862

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار