الجماهير – أسماء خيرو
تفرد المواطن السوري بالحصول على ملايين “اللايكات” على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل الأزمة السورية والمجريات التي جرت على أرض الواقع أو يمكن أن نقول عنها تيارات وصواعق كهربائية ما زالت تصيب هذا المواطن وبالأخص الحلبي حتى جعلته يرى النجوم في وضح النهار، أصبح واجباً علينا أن نترك هذا المواطن البسيط لبرهة وأن نستعرض أكثر المواضيع التي استطاعت أن تحصد “لايكات” على مواقع التواصل الاجتماعي لتحتل المراتب الأربع الأولى في التلاشي:
المرتبة الأولى احتلتها الليرة السورية أبرز الصراعات مع دولار الفتنة فهو ” أي الدولار” استخدم جميع أسلحته الفتاكة حتى يردي الليرة السورية، والتي كانت تعادل نصف غرام من الذهب في زمن جدنا “الفرنك” حيث كان المواطن يشتري جميع احتياجات ومستلزمات البيت بالإضافة إلى الكماليات براتبه ولكن هيهات فالدولار ترك الراتب في وقتنا الحالي ينكمش وينتفض من شدة ارتفاع الحرارة ويهلوس بالعودة إلى الماضي ولكن الدولار أصبح يغازل الليرة مترنماً بأغنية “وعايزنا نرجع تاني زي زمان قول للزمان ارجع يا زمان”.
أما الذي احتل المرتبة الثانية في الحصول على (لايك) التلاشي فهو (العم مازوت) الذي يتلاشى وتقل كميته منذ بدء الأزمة وكأنه يتبع حمية قاسية فالمدفأة والمواطن عليهما أن يتأقلما مع حميتة الغذائية التي قرر أن يتبعها فـ (العم مازوت) كان فيما مضى مصاباً بتخمة وزيادة في الوزن لذلك صب جام غضبه على المدفأة والمواطن اللذين كانا على ما يبدو سبب وزنه الزائد فقرر أن يترك البرد وأن ينتقم من المواطن والمدفأة ويقول: “منكم يا ناري لآخد بتاري”.
تلته في المرتبة الثالثة السيدة (أسطوانة الغاز) التي لم تعد تطل على المواطن السوري إلا كل 23 يوماً على مبدأ المثل الشعبي “طلبوها تعززت” لتجعل المواطن يركض وراءها ويفتش عنها كحب ضائع لتمنحه في نهاية المطاف شرف الحصول عليها.
المرتبة الرابعة احتلتها وبكل جدارة الخمسين ليرة السورية الغائبة الحاضرة والتي أصبحت هاجس المواطن فإنها تؤرقه كلما استقل المواصلات العامة أو خلال معاملاته اليومية فالمواطن الحلبي في حيرة من أمره ولسان حاله يقول: أهي موجودة أم لا؟! حتى جعلته غير مستقر ويستجدي وجودها الغائب الحاضر.
رقم العدد 15862
قد يعجبك ايضا