لغتنا العربية : لغة القداسة والجمال

الجماهير / بقلم الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكة
لا يمكن أن يمر يوم اللغة العربية العالمي دون أن يتحدث المرء عن عظمتها ورقيّها وجمالها وقدسيتها، هذه اللغة التي ارتضاها رب العالمين لتبليغ كلامه ودينه للعالمين.
لغتنا العربية: ولدت في غاية الكمال، وحوت محاسن الخصال، وتربعت على عرشِ الجمال.
لغتنا العربية: رُقيٌ في التعبير، وسدادٌ في التفكير، وقدرةٌ على التطوير.
لغتنا العربية: لسان الحكمة الناطقة، وشمسُ المعارف البارِقة، وخزان المشاعر الصادقة، لسانُ القرآن ونورُ البيان وسميرُ الإنسان.
لغتنا العربية: صورٌ مرسومةٌ بالكلمات، ومشاهد مرصودةٌ بالعبارات، خفقُ القلوب، وبوحُ الدروب، وقرآن علّام الغيوب.
لذا فإنه ينبغي على كل من أراد أن يعي الأوامر الشرعية، ويتذوق جمال الآيات الإلهية، أن يتعلم اللغة العربية، يقول الإمام الشافعي رحمه الله: “إن الله فرض على جميع الأمم تعلم اللسان العربي بالتبع لمخاطبتهم بالقرآن, والتعبد به.”
وقد شهد بفضل هذه اللغة العظيمة العدو قبل الصديق من ذلك قول المستشرق الايطالي جويدي: “اللغة العربية الشريفة آية في التعبير عن الأفكار, فحروفها تميزت بانفرادها بحروف لا توجد في اللغات الأخرى, كالضاد والظاء والعين والغين والحاء والطاء والقاف, وبثبات الحروف العربية الأصيلة, وبحركة البناء في الحرف الواحد بين المعنيين, وبالعلاقة بين الحرف والمعنى الذي يشير إليه. أما مفرداتها, فتميزت بالمعنى والاتساع والتكاثر والتوالد, وبمنطقيتها, ودقة تعبيرها من حيث الدقة في الدلالة والإيجاز, ودقة التعبير عن المعاني.”
ولقد كان المجتمع العربي في فجر الإسلام حريصاً على اللغة العربية مُقدّساً لها محافظاً على كنهها لذلك نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحض عليها فقال: “أُحِبُّ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةَ لِثَلاَثٍ: لأَنِي عَرَبِيٌّ، وَالقُرْآنَ عَرَبِيٌّ، وكَلاَمُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ”.
وهذا سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه يأمر بألا يعلم القرآن إلا عالم باللغة, ويأمر أبا الأسود ليضع النحو, ويقول: “تعلموا العربية فإنها تثبت العقل, وتزيد المروءة”, ويقول: “إياكم ورطانة الأعاجم”, ويقول: “تعلموا النحو كما تتعلمون السنن والفرائض”،
ويقول العلامة ابن خلدون: “إن قوة اللغة في أمة ما تعني استمرارية هذه الأمة بأخذ دورها بين بقية الأمم, لأن غلبة اللغة بغلبة أهلها, ومنزلتها بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين الأمم.”
ويجدر بنا في هذه الأيام أن نُناشد كل عربي غيور على عروبته من أصحاب القرار أن يهتموا بلغتهم من خلال:
العناية بقواعد اللغة العربية، وإعطاءها مساحةً واسعة في المناهج الدراسية وجعلها منهجاً إلزامياً في كافة التخصصات.
إيلاء المدرسين المختصين باللغة العربية اهتماماً كبيراً من خلال اللقاءات والدورات التي تزيد من علمهم اللغوي وطريقة إيصال ذلك العلم بسهولة أثناء تدريسهم وتلقينهم طريقة جذب الطلاب،
وجعل اللغة العربية لغة لجميع المواد الكونية والعلمية التي تُدرّس في المدارس والجامعات.
رقم العدد ١٥٨٩٤

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار